أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

الثقة زيت المجتمعات

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 11-04-2016


يرى بعض المنظرين السياسيين أن الثقة المرتكزة على الأخلاق أهم للمجتمع من القوانين والمؤسسات. لقد وضعت السياسة لأجل تيسير أمور المجتمع، وفي حال فقدان السياسة لهذه البوصلة واستقلالها بأهدافها عن ذلك، تصبح عمليات التحول والتطور إلى الأفضل معدومة الفرص. وحين تغيب الثقة تتعطل مصالح البلد وأدواره الاجتماعية، ويكون كل كيان وفئة جزيرة معزولة وحدها. الثقة هي الزيت الذي يريح مفاصل وحركة المجتمع، وهي أمر رمزي ومعنوي يسهل كل الحركة بين فئات المجتمع أو طبقاته. والسهولة والمرونة تعني التفاعل وانتقال الأفكار من عامة الشعب إلى أعلى، والتشريعات والأوامر كذلك تختفي عنها صبغة القسر والقهر.
لدى الفرد العربي أزمة مع الدولة الحديثة، فمنذ نشأة الدولة العربية قبل ما يقارب قرنا من الزمان، لا يشعر العربي بدوره فيها، ولا امتنانه لها، على عكس ما حدث في الدول المتقدمة، حين شعر الفرد بوجوده كجزء منها، وآمن أن الكيانات السياسة وضعت لخدمته لا لإخافته. عملية بناء الدول عملية معقدة ومستمرة، والمشاركة الشعبية كانت أساسا مهما من أساسيات بناء الثقة. لكن الدول المتأخرة في المجال السياسي، والتي تغيب هذه المشاركة، لديها ألف طريقة لتجميل صورتها، واستخدام القوة والمال لتمرير خطابها وفرضه. لكن كل هذا لا يعوض فقدان الثقة، وأصوات التذمر والسخط القابعة في وجدان الرأي العام، والتي تظل تتحين الفرصة، كي تنفجر وتعبر عن نفسها.
وثقافيا ولدت مجتمعاتنا عبر سياق ثقافة صراعية، سواء الخطاب القبلي أو الخطاب الديني، ففي السابق لم تعرف القبيلة غير منطق القوة، أو الأحلاف الخاضعة له، وكانت سبل التعاون والتفاهم محدودة. كانت الصحراء مسرحا للقوة وحدها، التي تعبر عن نفسها بأشكال متنوعة من الصراع الرمزي أو المادي. كذلك الخطاب الديني المعاصر، ومنذ ولادته، كان معنيا بالصراع مع الآخر البعيد أو القريب. بدا لنا أن العالم كله يتآمرعلينا، وانشغلت مجتمعاتنا بصراع تطرف شديد مع تطرف أقل منه بدرجة واحدة فقط، وتاهت المجتمعات بذلك عن الثقة التي تهبها الطمأنينة، وترشدها إلى كرامة العيش وخيره.
ويعود جزء كبير من تعطيل الثقة إلى دور النخب، فالسياسي محتاج لهذه النخب، والشعب كذلك، بل هي صلة الوصل بين القيادة والشعب. وحين لا ترتضي هذه النخب أداء أدوار صادقة، ينتقل دورها التزييفي فيؤثر على الفئات الشعبية والقيادية، فتغيب الثقة ويخسر الجميع. إن مسألة غياب الثقة في المجتمع تضعفه وتحرمه الرخاء والتقدم الاقتصادي والأمان والحرية، وقد توسع في ذلك فرانسيس فوكوياما في كتابه «الثقة، الفضائل الاجتماعية ودورها في الرخاء الاقتصادي».