أحدث الأخبار
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد

الوجود المستقبلي الأميركي في الخليج

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 02-04-2016


من خلال التتبع المباشر للحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية من واشنطن، وعلى ضوء البرود وعدم الاكتراث الحقيقي الذي يتم التعامل به مع شؤون منطقة الخليج العربي، وهذا يتضح في قيام الإدارة الحالية بسحب معظم القوات المقاتلة من المنطقة، وبتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، يمكن القول بأن اهتمام واشنطن بمصالحها في الخليج العربي قد انحسر كثيراً، واتجه نحو الانشغال بمناطق أخرى من العالم، خاصة الحوض الباسيفيكي. وبالتأكيد، فإن المرء يستطيع خلق قضية حول الممارسات المقلقة للإدارة الأميركية الحالية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، وتجاه إيران كمسألة تحمل الكثير من المتناقضات المزعجة لدول المجلس. ولكن لم كل هذا التضخيم حول مسألة الاعتماد الكلي على حضور الولايات المتحدة في المنطقة، وحول المظلة الأمنية التي توفرها لدول المجلس من خلال وجودها العسكري والسياسي؟

إن الحكمة الإنسانية والتعامل العقلاني مع سياسات الولايات المتحدة تجاه المسألة، تحتم علينا أن نكون واقعيين في ما يتعلق بما يمكن أن يحدث على المدى المنظور، فالولايات المتحدة لن تقوم بالوجود في الخليج العربي وحمايته، إلى ما شاء الله، إنْ لم تكن لها مصالح حقيقية في ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مدى اهتمام الولايات المتحدة بالخليج العربي قصير، وقد تستجد أمور في مناطق أخرى من العالم تقلل من مستوى أهميته على قائمة أولوياتها.

على صعيد الواقع العملي للمنطقة، تنقسم آراء ساستها ومفكريها إلى قسمين: الأول يرى بأن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة في عالم اليوم، ومن خلال التحالف معها والارتباط الوثيق بها يمكن لدول الخليج العربي حماية نفسها ضد أطماع وتطلعات القوى الخارجية في أراضيهم وأوطانهم وثرواتهم، والثاني: يرى عكس ذلك من خلال مقولات نظرية المؤامرة والاستهداف وحتمية معاداة الغرب للعرب وقضاياهم ووقوفه إلى جانب أعدائهم. إن الأمر الثاني هو المخيف، حقيقة، فقد قادت المقولات المرتبطة به إلى مسارات ومسالك مهلكة، وبقي البعض يلقى بمسؤوليات فشل سياساته، على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتنموية والسياسية والعسكرية، على شماعة «مؤامرة الغرب ضد العرب والتآمر السرمدي عليهم»، فعند كل إخفاق أو عجز يحدث لديهم يقومون بإلقاء اللوم والمسؤولية على عاتق الولايات المتحدة تارة، وعاتق أوروبا الغربية الاستعمارية تارات أخرى. ووفقاً لهذا المنطق أصبح العرب أسرى قوى جهنمية مجهولة وسرية وخبيثة وشريرة ليس لهم فيها دخل ولا فعل ولا قول ولا عمل. ومن هنا لابد من التأكيد على أن مثل هذه الفكرة مغلوطة من أساسها، وبأن على عرب الخليج العربي أن يدركوا المتغيرات التي تحدث حولهم، فمن خلال ذلك يستطيعون اختيار المسارات الصحيحة المتاحة أمامهم للاختيار من بينها، فالمنظومات الإقليمية والدولية هي مجموعات من فرص ينبغي انتهازها، ومخاطر يجب تجنبها في سبيل تحقيق مصالحهم العليا، سواء كان ذلك على صعيد الدول الخليجية ، كل على حدة، أو على صعيد دول المجلس، مجتمعة.

ورغم توجه الولايات المتحدة الحالي بعيداً عن الخليج العربي، فإن احتمالات بقاء اهتماماتها المستقبلية بها ستظل قائمة، وإن بقاء شكل ما من قوتها العسكرية والسياسية بشكل دائم سيظل قائماً لكي تحمي مصالحها، خاصة عندما تستشعر وجود ما يهددها. ويشار هنا إلى أن حضور قوات الولايات المتحدة في مياه وعلى أراضي دول الخليج العربي أمر غير مستحب، لأنه قد يزيد من مستوى عداوة أولئك الذين ينظرون إلى مثل هذا الوجود على أنه استعمار جديد، في الوقت نفسه الذي لن تتمكن فيه الولايات المتحدة من توضيح الفرق الحقيقي حول كيفية تطور الأوضاع. خاتمة القول هي أن مستقبل الخليج العربي ليس قابلاً لحدوث تغيير جذري في المنطقة، يتضمن التدخل الخارجي المباشر غير المرغوب فيه، فالثقافة السياسية فيه قوية، والتاريخ قوي أيضاً لتعزيز تلك الثقافة.