تسريب لمعتقل من سجن الوثبة: تعرضت لإرهاب الدولة بما يفوق التصور
مصعب مع والده أحمد عبد العزيز
خاص
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
31-03-2016
سرب المعتقل المصري في سجن الوثبة الإماراتي منذ عام ونصف، مصعب أحمد عبد العزيز، رسالة أكد فيها أنه تعرض للتعذيب، وأجبر على الاعتراف بتهم لا علاقة له بها.
وقال نجل مستشار الرئيس المصري محمد مرسي، أحمد عبد العزيز إنه: "يعتبر عام ونصف في سجون دولة الإمارات العربية المتحدة في حد ذاتها شكلا من اشكال التعذيب".
وأوضح أنه "عندما ألقي القبض علي في أكتوبر 2014، لم يكن لدي أي فكرة عن الجريمة التي يفترض أني ارتكبتها، ولكن مع مرور الوقت، وبعد عدد من جلسات الاستجواب التي ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد، حيث تعرضت لكم من إرهاب الدولة يفوق كل تصور".
وأشار إلى أنه "منذ اللحظة الأولى التي اعتقلت فيها، اعتبرني المحققون مذنبا، وليس لدي أي وسيلة لإثبات براءتي. أواظب رغما عني على زيارة اعتقالي التي لا نهاية لها. ويبدو أنه لا يوجد حد معين لعدد مرات تجديد الحبس في هذا البلد، فهنا يمكن للمرء أن يظل في السجن دون محاكمة في القضايا الأمنية، ويبدو أن هذا أمر قانوني بل وعادي تماما".
وأكد أنه "خلال الأربعة عشر شهرا الأولى قيل لي مرارا وتكرارا إن ملف قضيتي لم يكتمل بعد. وفجأة تم استدعائي إلى النيابة العامة لأجد في انتظاري "أدلة" ضدي، ونظرا لأنني –لسبب لا أدري كنهه- لم يسمح لي بمقابلة المحامي قبل المحاكمة، فإنني ذهبت وحدي إلى النيابة، وتملكتني الدهشة، عندما أطلعوني على ملف يوجد به اسم والدي، وبه بعض المعاملات المالية التي قام بها يوما. وهذه هي الأدلة التي يملكونها ضدي!!".
وتساءل: "لا أعرف على ماذا يعتمدون في محاكمتي؟ اعترافاتي تحت التعذيب والإكراه؟! أم ملفات والدي ومعاملاته المالية".
وتابع: "عام ونصف في معتقلات دولة الإمارات، إنها فترة طويلة جدا. ومع ندرة الأعمال التي يمكن للسجين أن يقوم بها، أجد نفسي أفكر كثيرا، هل فعلت أي شي استحق عليه السجن؟".
وتساءل: "أسأل نفسي لما أنا هنا؟ ماذا فعلت لأكون هنا، إلى متى يظل هذا الكابوس جاثما على صدري؟ هل أنا آسف أو نادم؟ .. على ماذا؟ ومع ذلك فإن السؤال الأهم هو: ماذا سيحدث لي إذا قامت السلطات هنا بترحيلي إلى مصر؟ ".
وأضاف مصعب: "بغض النظر عن نتيجة محاكمتي، سواء حكم علي بالسجن 15 عام أو تم براءتي، أو تم إطلاق سراحي دون محاكمة، في كل الحالات سيتم ترحيلي إلى مصر، شئت أم أبيت. نعم لا خيار لي في هذه المسألة".
وشدد: "بالتأكيد فإن هذا مخالف لمواد الدستور هنا، ولكنه – في ذلك – عملية اختطافي تماما.
في مصر، فرض العسكر حالة الطوارئ منذ انقلاب عام 2013م، وفي تلك الأثناء، لقي الآلاف حتفهم، كما اعتقل عشرات الآلاف ومازالوا إلى الان في الحبس إلى أجل غير مسمى، في ظروف لا تليق بالبشر".
وقال "لا أعتقد أن المعتقلات في مصر لديها مانع في زج مصري آخر في زنزانة تكتظ بالمساجين السياسيين، ولسوء الحظ، فإن هناك العديد من الحالات التي يتم القبض فيها على الأهل والأقارب بل الأصدقاء وحتى الجيران بدلا من الشخص نفسه، الذي م يتم العثور عليه".
وأوضح: "وبالتالي فإن ترحيلي إلى مصر، ومع كون والدي من "المطلوبين" (سياسيا لنظام الانقلاب)، فإن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى خطفي مرة أخرى، ومن ثم فأنا على يقين بأن الأسوأ على الإطلاق سيصيبني في تلك الحالة".
وتساءل: "إلى متى يستمر هذا التلفيق والتزييف؟ إلى متى سأبقى هكذا لا حي ولا ميت؟ إلى متى سأبقى أعامل أسوأ من المغتصب أو السفاح القاتل أو تاجر المخدرات؟ والأهم من ذلك إلى متى يقى العالم صامتا، يغض الطرف بينما نعاني في هكذا ظروف؟".
وأوضح: "لقد تخلى بلدي عني، وليس لدي دولة تدعمني، إو تقدم لي العون، ولكن لدي إيمان أن الشعوب الحرة حول العالم ستهتهم لأمثالي وتدعمهم بقوة. وأرجو أن لا تخذلني".