يعكف مسؤلون أمريكيون وروس خلف الأضواء على إعداد وثيقة بروتوكول سياسي متكاملة لمرحلة ما بعد ثبات الهدنة في سوريا بالتنسيق مع جميع أطياف المعارضة.
وعلم بأن العواصم العربية المعنية بالموضوع تم إبلاغها بالتفاصيل العامة والملامح الأساسية للخطة الروسية ــ الأمريكية الجديدة التي تسعى لوضع أرضية مشتركة لمعالجة سياسية للأزمة المستعصية في الداخل السوري.
البروتوكول المشار إليه وفقاً لمصادر دبلوماسية متابعة تم وضعه على أساس تقييم درجة الالتزام الميداني لجيش النظام السوري ولفصائل المعارضة المسلحة «غير الجهادية» بقواعد الهدنة طويلة الأمد.
الخطة المعنية والتي تم إبلاغها لبعض العواصم العربية كما علمت «القدس العربي» ثلاثية وفيها الكثير من المعطيات والتفاصيل التي يتم انضاجها اليوم عبر خبراء من الجانبين الروسي والأمريكي.
التوجه المحدد، نظرياً وعلى الورق حتى الآن يتحدث عن المبادرة وفي أسرع وقت ممكن لتنظيم انتخابات عامة في سوريا تفرز برلماناً منصف التمثيل، تشارك فيه جميع الأطراف، على أن تنظم هذه الانتخابات بدلاً من تلك التي يتحدث عنها النظام السوري بعد تعهد موسكو بمنعه من الاستفراد بإجراء الانتخابات والحرص على وجود مؤسسة برلمانية تمثيلية مقنعة للمعارضة المسلحة وتمثل الفئات الإجتماعية جميعها.
حسب الورقة المقترحة روسياً وأمريكياً الانتخابات ينبغي أن تحظى بالرعاية «الأممية» وتجري تحت رقابة وإشراف المؤسسات الدولية وهي خطوة توضع مسودة خاصة لخطواتها ومراحلها التفصيلية.
الخطوة الثانية ستكون «وضع دستور جديد» يعكس توازنات القوى الجديدة في المؤسسات التمثيلية التي تنتج عن انتخابات ذات مصداقية قد لا تعجب المعارضة ولا النظام ولكنهما لا يملكان الطعن بحيثياتها أو التشكيك بنتائجها.
وضع دستور جديد ينظم آلية الحكم سيكون الخطوة التي ستسبق الخطوة الثالثة والأخيرة والمتمثلة كما تم إبلاغ العاصمة الأردنية عمان وهي وضع آلية لانتخابات رئاسية يتصور الفرقاء أن الرئيس بشار الأسد شخصياً يمكنه المشاركة فيها وإن كانت الولايات المتحدة لا زالت تفضل تدخل موسكو للحيلولة دون مشاركته في هذه الانتخابات التي ستقود لرئيس دولة يعمل بصلاحيات منقوصة وبحكومة تمثل أغلبية برلمانية كاملة الصلاحيات.
ومن المتوقع أن تناقش السعودية هذه التصورات في لقاء «قمة أمريكي- سعودي» مهم قد يعقد في منتصف الشهر المقبل.
الأسد ينتقد السعودية وتركيا
في الأثناء، قال بشار الأسد إن السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا تراهن على هزيمة الجيش السوري لفرض شروطها على دمشق في محادثات السلام، فيما تخوض قواته والمسلحون الموالون له وبدعم جوي روسي، اشتباكات ضد تنظيم «الدولة» في وسط البلاد.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الإعلام الروسية، زعم الأسد «نحن لم نُغيّر مواقفنا لا قبل الدعم الروسي ولا بعده، ذهبنا إلى جنيف وما زلنا مرنين»، على حد تعبيره.
وأَضاف «ولكن بنفس الوقت سيكون لهذه الانتصارات تأثير على القوى والدول التي تعرقل الحل، لأن هذه الدول وفي مقدمتها السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا تراهن على الفشل في الميدان، لكي تفرض شروطها في المفاوضات السياسية، فإذاً هذه الأعمال العسكرية، والتقدّم العسكري، سوف يؤديان لتسريع الحل السياسي وليس عرقلته»، على حد قوله.