نقلت صحيفة "القدس العربي" عن خبير عسكري قوله إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب معظم قواته من سوريا جاء بع أن تراجعت كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عن الاستمرار في دفع فاتورة العدوان.
وأوضح العقيد عبد الباسط سعد الدين إن "كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين تراجعتا عن الاستمرار في دفع فاتورة التدخل الروسي وإرغام الرئيس الروسي على اتخاذ قرار الانسحاب المفاجئ".
وأضاف "إن الإعلان الروسي عن الانسحاب من سوريا يأتي على خلفية اليأس من الحفاظ على نظام الرئيس بشار الأسد، والأزمة الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد الروسي"، حسب قوله.
ورأى أن الرئيس الروسي حين قرر التدخل في سوريا بعد أن أعلن "بشار الأسد في نهاية يوليو 2015، أن الجيش السوري قد تعب، كان يعتقد أنها مجرد نزهة لأسابيع، لكن صمود الثوار أجهض كل مخططات بوتين وأرغمه على الانسحاب بدون أن يحقق أهدافه على الرغم من ادعائه أن قرار الانسحاب جاء بعد ان أتمت قواته مهمتها في سوريا".
وأوضح الخبير العسكري، أن الاقتصاد الروسي "على وشك الانهيار، خاصة مع التراجع في سوق النفط العالمية، كما أن تكلفة الحرب باهظة جداً بدون دعم وتمويل مالي أسوة بالتحالف الدولي العربي الذي مضى عليه أكثر من عام ونصف عام ومع هذا ظل مستمراً بسبب استمرار التمويل الخليجي له".
وأشار سعد الدين إلى أن تكلفة الصاروخ الواحد من نوع كروز الذي تستخدمه روسيا ضد "البلدات المحررة يتجاوز نصف مليون دولار، فيما لا تقل تكلفة بعض الصواريخ التي تطلقها الطائرات الروسية عن مائة ألف دولار للصاروخ الواحد، إضافة إلى استمرار التحليق في الجو وما يعنيه من تقليل في العمر الافتراضي للطائرات، وإكلاف الصيانة اللازمة في ظروف الحرب".
وكشف عن فقدان روسيا "لضابط كبير برتبة عقيد وأحد عشر ضابطاً برتب مختلفة في كمين نصبه لهم الثوار في ريف محافظة اللاذقية قبل ثلاثة أيام فقط من قرار بوتين الانسحاب من سوريا".
ولكن من جهة أخرى، يشير مراقبون أن أبوظبي غير راضية عن هذا الانسحاب مستدلين بمقال للكاتبة الإماراتية عائشة سلطان في البيان الأربعاء(16|3) شبهت فيه مستوى قتل الروس للسوريين في سوريا بمستوى قتل داعش من الشعب السوري وهي تعلق على رسم كاريكتوري أشار لهذه المقاربة. كما نشرت صحيفة الاتحاد الخميس (17|3) مقالا لكاتب غربي يفيد بأن الانسحاب الروسي يخدم مصالح داعش، فيما كان وزير خارجية نظام الأسد سامح شكري الحليف لأبوظبي يناقش هذا الانسحاب مع المسؤولين الروس في موسكو.