نفى رئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينتزي، ما صرح به السفير الأمريكي لدى روما بشأن اعتزام إيطاليا إرسال قرابة خمسة آلاف جندي إلى ليبيا، قائلاً إن الظروف غير مواتية لتدخل عسكري في المستعمرة الإيطالية السابقة.
وتحدث رينتزي في برنامج حواري متلفز في اليوم الذي أطلق فيه سراح إيطاليين كانا محتجزين كرهينتين في ليبيا، وإعادتهما جواً إلى إيطاليا بعد أنباء عن قيام عناصر تنظيم "الدولة" بقتل أسيرين كانا محتجزين معهما.
وقال رينتزي لتلفزيون القناة الخامسة: "ما دمت رئيساً للوزراء لن تذهب إيطاليا إلى ليبيا لغزوها بخمسة آلاف رجل".
وكان رينتزي يرد على تصريحات السفير الأمريكي، جون فيليب، الذي صرح لصحيفة كورييري ديلا سيرا، الجمعة، بأن روما قد ترسل ما يصل إلى خمسة آلاف جندي، قائلاً: "نحن في حاجة لأن نجعل طرابلس آمنة ونضمن أن تنظيم الدولة لم يعد قادراً على شن هجمات".
وأضاف: "إذا كانت هناك حاجة لتدخل فإن إيطاليا لن تتراجع. لكن ليس هذا هو الوضع اليوم. فكرة إرسال خمسة آلاف جندي ليست مطروحة على الطاولة".
وتعمل روما مع الدول الغربية والأمم المتحدة لمحاولة إقناع الحكومتين المتنافستين في ليبيا بدعم حكومة وحدة وطنية، وتركيز جهودهما في الحرب على التنظيم.
في الوقت نفسه، شن الأمريكيون غارات جوية على مواقع لتنظيم "الدولة" في ليبيا، وتقوم فرنسا بطلعات استطلاع.
وقال مسؤولون ووسائل إعلام إن قوات خاصة أمريكية وفرنسية وبريطانية موجودة في ليبيا.
وكان مسؤولون إيطاليون قالوا إن إيطاليا أرسلت نحو 40 من رجال المخابرات إلى ليبيا في الأسابيع القليلة الماضية، وإن 50 آخرين من أفراد القوات الخاصة سينضمون إليهم.
لكن روما تقاوم ضغوطاً للسماح لطائرات حربية وطائرات مسلحة دون طيار، بشن هجمات على مسلحي "الدولة" في ليبيا، انطلاقاً من أراضيها. وتحاول أيضاً إقناع حلفائها بالحد من عملياتهم لحين تولي حكومة ليبية مهامها وطلب مساعدة دولية.
ويبدو أن أوروبا و واشنطن ودول عربية تتعمد إثارة معلومات متناقضة من حين لآخر حول العدوان على ليبيا، إذ غدت سمة التناقض في المواقف والتصريحات سمة ثابتة في التعامل مع الملف الليبي وسط تدخل بريطاني وفرنسي ميداني لصالح الثورة المضادة في بنغازي.
وتصر تونس والجزائر على رفض أي تدخل أجنبي في ليبيا نظرا لما سيترتب عليه أضرارا مباشرة على كلا البلدين أمنيا وعسكريا، في وقت يدرس البرلمان التونسي وضع قانون يسمح باستقدام قوات أجنبية في البلاد، بعد الإعلان عن تدريب بريطاني وألماني للقوات التونسية لحماية حدودها مع ليبيا.