مرت اثنتان وسبعون ساعة بكثير من الحراك السياسي والميداني والإعلامي ليصل سقفا جديدا هذه الليلة بإعلان أحمد عسيري المستشار بوزارة الدفاع السعودي وصول مقاتلات سعودية بطواقمها إلى قاعدة إنجرليك التركية، بعد إعلان صباحي لوزير الخارجية التركي جاويش مولود أوغلو بأن السعودية أرسلت طائرات إلى القاعدة التركية وأن إمكانية مشاركة تركيا السعودية في عملية عسكرية برية في سوريا هي أمر مرجح.
وفي نهار اليوم أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده سوف تقوم بالرد في سوريا إذا تطورات الأوضاع شمال سوريا، ليعقبه قصف روسي عنيف لتل رفعت أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة السورية في حلب والتي تسلمت صواريخ "غراد" مؤخرا لصد هجوم قوات الأسد على المحافظة.
وقبل قليل (مساء السبت) أعلنت مصادر تركية أنه وفقا لقواعد الاشتباك قد ردت على إطلاق نار من جانب قوات نظام الأسد نحو مدينة "هاتاي" التركية الحدودية، إلى جانب إعلان تركي آخر يشير إلى أن أكراد سوريا الانفصاليين قاموا بإطلاق النار على الجانب التركي.
وبحسب بيان الجيش التركي، فقد قصفت المقاتلات التركية زوارق تابعة لـ "حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي" في نهر الفرات شمال سوريا قرب حدود تركيا، كانا في طريقهما للتسلل إلى مدينة جرابلس التي تعتبرها القيادة التركية خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، وذلك لأول مرة منذ بدء النزاع في سوريا.
وإزاء هذه التطورات الميدانية المتلاحقة والتي سبقها تصريحات روسية تحذر من اندلاع حرب عالمية في حالة تدخل السعودية وتركيا بريا في سوريا، وزعم بشار الأسد على جهوزية ما تبقى من مليشياته النظامية بالتصدي للتدخل البري المرتقب- إزاء ذلك، لا يستبعد مراقبون أن شرارة هذا التدخل قد يكون بدأت مقدماته بالخروج للعلن، وقد يتطور إلى عمل عسكري مباشر وقوي ومعلن في أي لحظة.