في خطاب مهم ومؤثر ألقاه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الخميس(11|2) لدى افتتاحه دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي التاسع للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، خاطب الحاضرين في ختام كلمته: حاسبوني قبل أن يحاسبني رب العالمين.
وألقى حاكم الشارقة كلمة في الافتتاح، وهي الكلمة التي لم تشر لها وسائل الإعلام الرسمية لا من قريب ولا من بعيد، إذ اكتفت جميع هذه الوسائل بما فيها الوكالة الرسمية(وام) بذكر افتتاح المجلس فقط دون الإشارة ألى أن الشيخ سلطان القاسمي قد ألقى كلمة بالمناسبة، في حين تتابع هذه الوسائل زيارات مسؤولين آخرين في زياراتهم إلى دول أمريكيا اللاتينية أو إلى الصين أو الهند أو روسيا وغيرها، دقيقة بدقيقة.
حاكم الشارقة يضع خارطة طريق للمجلس
على خلاف خرائط الطرق الأخرى التي تفرضها جهات أمينة وتنفيذية على المجلس الوطني الاتحادي وتوجيهه نحو قضايا خارجية، فقد وضع حاكم الشارقة خارطة طريق ليس للمجلس الاستشاري فقط وإنما خارطة طريق لا تستثني أحدا في إمارة الشارقة وحكومتها المحلية وديوانه ومتابعته شخصيا.
انطلق حاكم الشارقة من واقع الفئات الضعيفة في إمارة الشارقة كونه وكما قال: كان مركز الإحصاء يسأل الناس عن المصانع والمباني وأنا أريد أن يسألوا عن النفوس.
وكشف أن عدد سكان إمارة الشارقة المواطنين 165 ألف نسمة. وتحدث عن 6 فئات رئيسية بحاجة إلى عناية واهتمام حكومة الشارقة وسائر هيئاتها التنفيذية والتشريعية.
العناية بالأيتام.. سنقوم بالواجب
استهل حاكم الشارقة الفئات الاجتماعية الأولى بالاهتمام ورعاية الحكومة، بفئة الأيتام في الإمارة. وهم 1273 يتيم، مشيرا إلى دور مؤسسة "التمكين الاجتماعي" في رعاية الكثير من الأيتام، ولكنها لم تستطع الوصول إليهم جميعا بصورة مناسبة وكافية بعد. مؤكدا سرعة الوصول إليهم للقيام بالواجب من جميع ما يحتاجونه.
التعليم.. برامج للأمية واستكمال التعليم العالي
وأشار حاكم الشارقة إلى أن أنه يوجد 8600 في الإمارة من فئة الأميين، معتبرا أنهم نسبة كبيرة، طارحا برنامجا لمتابعة هؤلاء لمحو أميتهم وإنقاص عددهم.
أما الذين توقف تعليمهم عند الثانوية أو المتوسطة، فقد بلغ عددهم 68 ألف مواطن، منهم 35 ألف رجال و33 ألف نساء. وأكد الشيخ سلطان القاسمي أن هناك 20 ألف من هؤلاء يرغبون استكمال تعليمهم، وجار طرح برامج تعليم الدبلوم والجامعة لاستكمال تعليمهم بشكل صحيح، وفق تأكيده.
الباحثون عن عمل.. جهود تبذل
وحول فئة الباحثين عن عمل أشار إلى أن 5656 يبحثون عن عمل، وعام 2015 تم توظيف أكثر من 3 آلاف باحثين عن عمل وتم توظيفهم في أماكن سكنهم، مؤكدا بذل الجهود اللازمة لتوظيف هؤلاء خلال الشهور القادمة.
المعاقون.. القانون يحميهم لا شفقة أحد
وعن فئة التحديات الحركية والإعاقة فقد بلغ عددهم 2000 في الإمارة، من إعاقة سمعية وبصرية أو حركية، مؤكدا حاكم الشارقة أنه جار خدمة هذه الفئة بشكل مباشر، بكفالة معيشتهم وتسهيل حركتهم وحياتهم، ثم توفير العلاج والتدريب، والوصول لحماية هذا الفئة قانونيا، دون أن ينتظر عطفا من أحد.
فئة كبار السن.. سامحوني قصرت معكم
ولفئة كبار السن ما فوق ال60 ويبلغ عددهم نحو 9 آلاف في الشارقة، قال فيهم الشيخ سلطان القاسمي، "هم البقية الباقية"، مؤكدا أنه تم تقديم التأمين الصحي الكامل لهم، مشددا على توفير التأمين الاجتماعي لهم من معيشة وسكن. وخاطبهم قائلا، قصرنا معكم وسامحونا على مضى وسنكون عونا لكم فيما يأتي.
تمكين المرأة.. تمكين حقيقي لا دعائي
وكشف حاكم الشارقة، أن عدد الأرامل وصل إلى 3500، وعدد المطلقات وصل إلى 2383 من عمر الثلاثين وال35، وأكد بهذا الصدد قائلا، هذا يعني لدينا مصائب ومشاكل بعدد حالات الطلاق.
وأظهر الشيخ سلطان القاسمي غضبه على الرجال المتسببين بوجود 177 سيدة مهجورة ومقهورة، هجرهم أزواجهم، وخاطب هؤلاء الرجال قائلا، أناشد الرجال المسؤولين عن هذه المأساة إما بالصلح مع نسائهم أو إعطائهم حريتهم، واعدا هذه الفئة بحياة أفضل من حياة أولئك الرجال.
الدعوة إلى النصح والإصلاح
وندد حاكم الشارقة ببعض وسائل الإعلام التي تستهدف الربح فقط ولكنها تسهم في إفساد المجتمع غير مكترثة لمسؤولياتها. وقال، رغم أن مجتمعنا خيّرا إلا أنه يوجد بعض مظاهر الفساد المستوردة، مطالبا جميع المواطنين بأن يكون لهم دور في التصدي لهذه المظاهر.
وتلا الشيخ سلطان القاسمي الحديث النبوي، "من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقبله وذلك أضعف الإيمان".
وشدد قائلا، إذا رأيتم أي مفسدة لا بد أن تتكلموا، وخطاب المواطن: بادر في الإصلاح وتقديم النصح، وضمانة حياتك ومعيشتك عندي، وتابع، التقوا معنا في إصلاح أنفسنا، لا بد أن نتكاتف ونقف ضد أي تيار فكري عبثي يهدف لتخريب هذه البلد، مشيرا إلى أن الكلمة الطيبة كفيلة بإصلاح المجمتع.
وحث حاكم الشارقة كل من يملك قدرة على الإصلاح أن يقوم بذلك، قائلا لمن هم في موقع المسؤولية مثلا، "بجرة قلم يمكن أن تنهي مأساة، فلماذا لا تقوم بذلك؟".
وختم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي كلمته لأعضاء المجلس الاستشاري، بعد أن أكد أنهم سيرون قريبا جهود التعامل مع الفئات السابقة، قائلا لهم،" حاسبوني قبل أن يحاسبني رب العالمين".