التقى الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة والوفد المرافق الذي يزور القاهرة حالياً الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية.
وجرى خلال اللقاءين حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية(وام) "بحث علاقات التعاون بين البلدين لا سيما في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك في ضوء علاقات الشراكة بين البلدين في العديد من المجالات".
وخلال لقائه وزير الدفاع المصري أشار الفريق الرميثي إلى اعتزاز الشعب الإماراتي بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية في "إرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة"، على حد زعمه.
كما تناول اللقاء الرؤى والجهود المشتركة تجاه مختلف الموضوعات المرتبطة بعلاقات الشراكة الاستراتيجية والعمل المشترك التي تجمع البلدين الشقيقين.
من جهة أخرى، أكد الفريق محمود حجازي حرص القوات المسلحة المصرية على تعزيز مجالات التعاون ودعم ركائز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد شعوب المنطقة، منوهاً بقوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية المصرية الإماراتية في العديد من المجالات.
من جانبه، أثنى رئيس أركان القوات المسلحة على التعاون العسكري الإماراتي المصري والتنسيق المستمر لمواجهة المخاطر والتهديدات المختلفة التي تواجه المنطقة.
وتأتي زيارة المسؤول العسكري الإماراتي إلى القاهرة في الوقت الذي تجري الرياض حركة تشاور وتنسيق متسارعة من أجل التدخل في سوريا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعب السوري في حين يتوجه الرميثي إلى مصر بعد إعلان دبلوماسي مصر عن قيادة نظام السيسي لقوة من دول شمال إفريقيا لمحاربة داعش في ليبيا، مقابل التحالف الذي تعمل عليه السعودية.
المطلعون على الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة يدرك أن إشادة الرميثي بدور نظام السيسي بتحقيق "الأمن والاستقرار" في المنطقة ليس أكثر من مزاعم هدفها القفز عن حقائق انعدام الاستقرار والأمن في المنطقة بعد الانقلاب وتداعياته في جميع الدول العربية بلا استثناء نتيجة سياسة أبوظبي والقاهرة وفق ما تتهم وسائل إعلام غربية وعربية مستندة إلى وثائق وتصريحات مسؤولين يؤكدون محاربة الربيع العربي بكل السبل والوسائل.
وكان الوزير أنور قرقاش أبدى استعداد أبوظبي فقط بمحاربة داعش في سوريا شريطة قيادة أمريكية وبضعة آلاف من الجنود على خلاف ما تسعى إليه القيادة السعودية. كما أكد ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي أن أبوظبي لن تشارك في تدريب "رعد الشمال" المزمع قريبا للتمهيد للعملية العسكرية السعودية.
محللون اعتبروا زيارة الرميثي إلى القاهرة وليس إلى الرياض في هذا التوقيت يعني أن أبوظبي اختارت الاصطفاف إلى جانب تحالف السيسي والذهاب إلى حرب وعدوان جديد في ليبيا والنأي عن حملة السعودية المفترضة في سوريا التي تستهدف إسقاط نظام الأسد والحملة الروسية التي تشكل خطورة على الأمن الخليجي والعربي، ولطالما تغنت أبوظبي وشددت على ضرورة حفظ هذا الأمن الذي يتعرض لانتكاسة في سوريا.