أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

هل يعود الربيع؟

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 08-02-2016


ذهب الربيع العربي وأعقب صراعات حادة في بعض المناطق العربية. البعض يترحم على الربيع، ويؤكد رحيله لأنه فصل يطوى مثلما هي عادة الفصول. لكن الحقيقة تقول أيضا إن الفصول تذهب وتعود. لم تبدأ ظاهرة الربيع العربي عبر نوايا أو فعل جهة محددة، كان انفجارا لظروف اقتصادية وسياسية راكمها التاريخ على المجتمع. لم تكن هناك قوة تستطيع منع التغيير الذي حصل، بل المفارقة أن محاولة منع التغيير بالقوة تعجل في قدومه. وقد شاهدنا كيف أن أعنف الأنظمة العربية هي بالتحديد من تمت الثورة عليها.
كان هنالك فراغ بعد إسقاط الأنظمة، نشوة الثورة قد توصل إلى إسقاط نظام، لكنها لا تكفي لأجل تأسيس ما بعده. هذا الفراغ لم تملأه القوى المدنية القادرة على إنجاز التحول الديمقراطي، بل اهتبلته مرة أخرى قوى الدولة العميقة التي قابل وجودها فورا وجود الجماعات المتطرفة التي استفادت هي بدورها من هذا الفراغ. لم تتحول الديمقراطية -التي رأينا ملامحها تتبدى في الحالة التونسية- إلى مادة ثقافية حيوية تتفتح مسارات تطبيقها وتلوكها ألسنة العرب يوميا وتتجادل عقولهم حولها، لقد تحولت معايير الشرعية السياسية، ونحن نعيش اليوم في عصر توالت فيه الموجات الديمقراطية عالميا، وتحولت معظم البلدان إلى ثقافة مشاركة نسخت كل أنواع الشرعية القديمة التي كانت قائمة على القوة وسلطة التغلب القادمة من شرعيات تراثية.
إن جزء أصيلا من كل هذا الصراع العربي يعود إلى الرغبة في تغليب الشرعيات القديمة والتقليدية التي تتعارض مع الأصول المدنية القاضية بمشاركة الناس والتداول الديمقراطي للسلطة. ولكون هذه الأقطاب المتصارعة اليوم من قوى استبداد عميقة أو قوى متطرفة تتكئ على مرجعيات تقليدية أو تراثية، فإن حصيلتها من الدعم والزخم الشعبي أعظم مما تحصلت عليه قبيلاتها من القوى المدنية. وهذا أمر متوقع وحتمي ما دامت الثقافة مستقرة لم تتغير ولم تحتضن مفاهيم مدنية حديثة.
إن المعركة أمام التغيير صعبة، فالنخب السائدة والقائمة حاليا هي من تصارعه، وهي تلقائيا تتحول إلى حرس قديم للوضع القائم، أليس هذا الوضع بالتحديد هو ما أوصلهم إلى ما هم فيه من نخبوية وسيادة؟! إن المؤسسات القديمة غير قادرة على إصلاح مشاكل عميقة كانت هي بالتأكيد من أسبابها؛ لذا فإن عدم نجاح الربيع العربي اليوم يعني عودته لاحقا، حتى مع كل المحاولات الوقائية التي تنجح فقط في تأجيل الأزمات، بلا حلول أصيلة لها.
قال ابن خلدون: «إن الهِرَم إذا حل بالدولة لا يرتفع». هذا هو الترهل الناتج عن العطالة والتقصير الإداري وغياب العدالة المجتمعية، لذا الحل لدى ابن خلدون يكمن في تبدل جذري تستمر به الحياة، وبداية جديدة وصفها بقوله: «وإذا تبدلت الأحوال جملة فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحول العالم بأسره، وكأنه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث». يعلق الجابري على كلامه بأن «الثورة» هي سبيل ذلك التبدل الذي أراده ابن خلدون، فيقول: «حالة واحدة يمكن أن تتجاوز الهرم، هي تلك التي نسميها اليوم بالثورة التي تقوم حين يصبح كل شيء في الدولة لا يستطيع مواصلة السير، وذلك حين تتبدل أحوال البلد جملة» (نقد الحاجة إلى الإصلاح، 222).