أعادت أبوظبي التأكيد اليوم الأحد أنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش".
وقال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في مؤتمر صحفي في أبوظبي “موقفنا على الدوام هو أن أي حملة حقيقية ضد داعش يجب أن تشمل قوة برية… نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود.”
وأضاف قرقاش أن وجود “قيادة أمريكية لهذه (القوة)” سيكون شرطا مسبقا للإمارات.
وإزاء هذا الموقف الإماراتي رأى متابعون أن أبوظبي قد تكون غير مستعدة للمشاركة في القوة البرية التي تحدث عنها مسؤولان سعوديان لوسائل إعلام أمريكية من دخول 150 ألف جندي عبر تركيا إلى سوريا بقيادة تركيا.
ورأى المتابعون أن قرقاش سبق أن أكد استعداد أبوظبي للمشاركة في أي حرب برية ضد داعش، منذ نوفمبر الماضي متسائلين عن سبب تكرار هذا الموقف بعد يوم من انتشار أنباء تدخل سعودي تركي، وإن كان ذلك الموقف يعتبر تنصلا من هذه المشاركة أم تأكيد على مشاركتها بها.
ولكن المتابعين يرون أن الشروط التي وضعها قرقاش قد ترجح تنصل أبوظبي من المشاركة بهذه القوات المتوقع دخولها سوريا في مارس المقبل. إذ اشترط قرقاش أن تكون القوة بقيادة واشنطن على خلاف ما هو متوقع أن تكون القيادة لتركيا، كما يبدو من تصريحات قرقاش أنه يريد اقتصار التدخل على محاربة داعش فقط، إذ تسعى السعودية وتركيا إلى محاربة نظام الأسد وداعش.
ويرجح المتابعون أن أبوظبي تقول للرياض أنها لن تشارك في الحملة الجاري التحضير لها، في خطوة قد تسبب شرخا في التحالف الإسلامي الذي أعلنته الرياض في ديسمبر الماضي أو أن أبوظبي وصلت لمرحلة لم يعد بوسعها مسايرة السياسة السعودية خاصة أن الإمارات ومصر لا يخفون تأييدهم للعدوان الروسي على سوريا، وأساس التدخل السعودي هو لوضع حد لهذا التدخل وفق ما باتت تدعو إليه المعارضة السورية ومنع سقوط حلب بالحصار أو بيد الروس.
وكان الأكاديمي عبدالخالق عبدالله قد استبق هذه التصريحات بتغريدات على حسابه بتويتر، قائلا، من الأفضل للسعودية دعم المعارضة بالأسلحة النوعية بدلا من إرسال قوات برية.
وندد مسؤولون إيرانيون كبار بقرار السعودية إرسال هذه الحملة زاعمين أنها سوف "تهزم"، وأنها "قرار خاطئ" قد يؤدي لحرب إقليمية.
وإزاء الموقف الإماراتي الجديد، يتساءل الناشطون، هل شروط قرقاش للتنصل من المشاركة أم لتحسين فرصة نجاح الحملة؟