أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

سنواتك التي تمضي!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-02-2016


يقضى الإنسان سنوات طفولته الأولى مكتشفاً، ينظر إلى الحياة من ثقوب صغيرة هنا وهناك، يتلصص عليها دون حذر أو حسابات من غرف بيته وأزقة الحي الذي يسكنه، يتعرف إلى الآخر المختلف عنه من خلال اللعب، فصل الروضة، رحلات المدرسة، الخناقات التي تحصل بين الفتيان في الشارع، خلافات أمه وأبيه.

وبشغف أكبر، يركض في كل الجهات كلما كبر قليلاً، ليتعرف إلى الحياة أكثر، ومن أكبر ثقوبها وأبوابها، يحالفه الحظ أحياناً في العثور على فرص لا تعوض للمعرفة وللبهجة والنجاح والحصول على الحب والأصدقاء والمال، ويخونه في أحيان أكثر!

لا تساعدك الأيام والوقت والعمر عادة كي تكون كائناً خفيفاً حقاً، يتنقل بين كل المفاصل والتفاصيل بسهولة من منزل لآخر، من وظيفة لأخرى، من حب لحب آخر، ومن مدينة إلى أخرى، لأن الواحد منا محكوم بضوابط الذاكرة والعاطفة والدين واعتبارات العلاقات وقيود العادات، وكثير مما يشدنا ويثقل حركتنا، صحيح أن بعض هذه الاعتبارات يحفظ توازناتنا، لكن الالتزامات هي أكثر ما يجعلنا كائنات ثقيلة تدفع للسأم فعلاً!

يريد الإنسان دائماً كاستعادة لحلمه القديم أيام طفولته، أن يظل إنساناً، لا يتلفت حوله كثيراً، ولا ينظر خلفه بحذر أو خوف من الأساس، ودون أن يدفعه شيء للندم والحسرة والحزن والألم، الحياة في تلك الأيام البعيدة، حين نكون أطفالاً أو صغاراً بلا تجربة كثيفة وثقيلة، تعتبر تجسيداً صافياً للبهجة والمتع واللا مسؤولية، حين يراكم الإنسان الكثير من المواقف والتجارب والانكسارات والخسائر، فإنه يكون قد وصل للسنوات الثانية من عمره، حيث يبدأ يتلصص على الحياة، ولكن من ثقوبها الكبيرة، وبكثير من الحذر!

حينما لا يكون لديك ما تخسره، يكون قلبك جسوراً بما يكفي، لتشعر كما يشعر عصفور، لا يقدر شيئاً كما يقدر حريته وفضاءه وقوت صغاره، هذه الجسارة وهذا الاستغناء عن الأشياء الكثيرة، تحولك إلى عدو لدود للبعض، دون أن تعلم أنت لماذا، لكنهم يعلمون ويظلون يترصدونك عند كل المنعطفات.

 ثم تصبح كائناً لا تطاق خفته، حسب تعبير ميلان كونديرا، حين تملك وحين تتعلق بالأشياء والذكريات والممتلكات والإنجازات، وحين تتدافع وتتصارع وتدوس غيرك، عندها فقط، تصير كائناً حذراً جداً، ولا تعود الأيام ولا الوقت ولا العمر سلسا كما كان ولا تعود انت كائنا خفيفا أبدا.

تعد نفسك بأنك لن تكبر وستظل متفتحاً وممتلئاً بالشغف، تماماً كوردة الخلود التي لطالما سعى جلجامش السومري للحصول عليها، وتظل متباهياً بقدرتك تلك، ومتمتعاً بذلك العنفوان، إلى أن تهطل عليك السنوات الثالثة في عمرك، سنوات تجعلك تغادر الطفولة إلى غير رجعة، فتتلصص على الحياة، ولكن من ثقوبها الضيقة مرة أخرى، لكن بكثير من الخوف والشك والحذر، تصير تحذر حتى من أصدقائك، ثم تخاف حتى من نفسك!