أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

ديالى قد لا تكون الأخيرة!

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 20-01-2016

يشكّل العدوان على المكون السني في محافظة ديالى (كانت نسبته قبل الغزو الأميركي عام 2003 تربو على 80%) أحدث حلقات التوحش الإيراني في العراق والمشرق. تقع ديالى شرق بغداد، وهي المحافظة الوحيدة ذات الأغلبية السنية العربية التي تشترك بحدود مع إيران (240 كيلومتراً)، الأمر الذي يُفسّر الفظاعات التي ترتكبها فيها ميليشيات شيعية مسلحة إيرانياً. عانت ديالى منذ 2003 من اعتداءات طائفية شملت أعمال قتل واختطاف وطرد وتفجير للمساجد وتجريف للبساتين واستيلاء على منازل ومحال تجارية، وفرض حصار على مناطق بأكملها، في ظل دعم حكومي وصمت دولي وإقليمي، ما أسفر عن انخفاض عدد سكّانها السنة إلى أقل من 50%. وكل من أراد العودة من المهجّرين إلى منزله في ديالى، يمنعه الحاكم بأمره في المحافظة، بدر العامري، قائد ميليشيا «بدر»، والذي خوّله، حيدر العبادي، رئيس الحكومة في العراق، ما يُسمى «حفظ الأمن».
شهدت ديالى أعنف جرائم التهجير بين عامَي 2006 و 2007، إثر تفجير مرقدين شيعيين في سامراء مطلع 2006. وفي آب (أغسطس) 2014، قتلت ميليشيا «عصائب الحق» الشيعية 73 مصلياً في مسجد مصعب بن عُمير بقرية إمام ويس. وفي أواخر آذار (مارس) 2014، فجرّت ميليشيات شيعية 4 مساجد منها مسجد السيدة عائشة في بلدة بُهرز. ولما فجّر مسلّحون مقهى بمدينة المقدادية، في 12 كانون الثاني (يناير) 2016، وسقط 21 قتيلاً من السنّة والشيعة، استغلت الميليشيات الحادث (الذي يبدو أنه مدبّر سلفاً) لتتهم السنّة، وارتكبت مجازر استشهد فيها أكثر من 100 سني، كما فجّرت 12 مسجداً لأهل السنّة. وبحسب «منظومة الإعلام السني العراقي»، فقد أحرقت الميليشيات بمساندة حكومية أكثر من 1400 منزل لمواطنين سنّة في منطقة شيروين شرقي بعقوبة «انتقاماً» لحادث المقهى!
نزار السامرائي، مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في عمّان، أبلغ «الجزيرة نت»، أن ديالى كانت دائماً محط اهتمام إيران، لا من أجل تنشيط تبادلها التجاري مع العراق، ولا لتسهيل زيارات رعاياها للمراقد، بل من أجل تثبيت أقدامها في سوريا، ودعم ميليشيا «حزب الله» اللبناني، والحصول على طريق برية وقصيرة تنطلق من حدودها مع العراق إلى الشواطئ الشرقية للمتوسط، فضلاً عن هدفها الإيديولوجي الدائم: نشر التشيع على أوسع نطاق. موقع «عربي 21» نقل (في 16 كانون الثاني/يناير 2016) عن مصدر في ميليشيات الحشد الشعبي بديالى قوله إن «الأيام الثلاثة الماضية» شهدت تدفّق مئات العسكريين الإيرانيين بكامل تجهيزاتهم على المحافظة. تستغل الميليشيات الشيعية التي تديرها إيران بمستشاريها ومخبريها أي حدث لضرب الوجود السني، وقد تختلق أحداثاً، لشن عمليات «انتقامية». من ذلك ما قامت به ميليشيات شيعية، بعد إعدام نمرالنمرفي السعودية، من تدمير لـ 4 مساجد في محافظة بابل، واغتيال عدد من السنّة في المحافظة، بمن فيهم طه الجبوري مؤذن جامع بمدينة الإسكندرية.
المحزن أن تناول الصحافة الخليجية لا يجسّد حقيقة ما يجري في ديالى من فرز طائفي دموي، وينأى في معظمه عن تسمية التوحش الشيعي باسمه، بينما لا يكف عن تبكيت السنّة، وربطهم بالإرهاب و «القاعدة» و «داعش». تحاصر إيران مدننا العربية من مضايا في ريف دمشق إلى المقدادية في ديالى إلى تعز في اليمن وسط فشل المحيط السني في إدراك خطورة هذا التوحش، وعجز عن فعل شيء لإيقافه. ما لم تبادر دول الجوار السنيّ للتحرك، فإن ديالى لن تكون الأخيرة. وكما قال البردّوني، فظيعٌ جهلُ ما يجري، وأفظعُ منه أن تدري.