أثار اختفاء زعيم الانقلابيين، عبدالملك الحوثي، الفترة الماضية تساؤلات كثيرة وسط اليمنيين عن السبب الحقيقي في عدم ظهوره على وسائل الإعلام في المناسبات الرسمية، كما كان معتاداً من قبل.
وكانت أنباء متضاربة قد ترددت عن إصابة الحوثي أو مقتله في غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، كما أشار آخرون إلى أن الحوثي غادر البلاد إلى إيران.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «الوطن» السعودية، اليوم الأحد، فإن الحوثي غاب عن المشهد السياسي بأكمله، حيث اختفت أخباره تماما، ولم يلتق أيا من المسؤولين الذين زاروا اليمن خلال الفترة الماضية، وآخرهم المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي نجيب السلمي إن غياب المتمرد يترك العديد من علامات الاستفهام، لا سيما أنه كان مولعاً بالظهور الإعلامي، وينتهز الفرص لأجل ذلك، إلا أن غيابه لفترة تقارب أربعة أشهر يؤكد أن هناك جوانب غير مفهومة، وأضاف «الظرف الحالي الذي تعيشه المليشيات المتمردة كان يستلزم ظهوراً مكثفاً لزعيم التمرد، بهدف رفع الروح المعنوية لمقاتليه الذين يتلقون أكبر الضربات على أيدي مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني، كما أن قوات الشرعية باتت تطرق أبواب العاصمة صنعاء، واستردت إحدى مديرياتها، كما استعادت محافظة الجوف، وبدأت عملياتها العسكرية في صعدة، معقل التمرد، وكل هذه الأحداث كانت تستدعي ظهوره، ولو من باب تشجيع مليشياته ومطالبتها بالصمود، لذلك فإن غيابه لا يمكن أن يكون طبيعياً في ظل كل هذه التطورات».
واستبعد السلمي ما يتردد من أن المخلوع صالح يعتقل الحوثي في مكان سري، لضمان عدم الانقلاب عليه، وقال «صالح والحوثي ليسا خصمين منذ الأساس، وهما طرفا التمرد في اليمن، ويدركان أن مصيرهما واحد وهدفهما مشترك، لذلك ليس هناك ما يمكن أن يدفع صالح لهذه الخطوة، مع مراعاة أنه لن يستطيع ذلك ولو أراده، لا سيما في ظل سيطرة جماعته على كافة مقاليد الحكم، ورفضها التجاوب مع صالح بحل ما يسمى باللجنة الثورية العليا، وإعادة مجلس النواب، وتشكيل حكومة جديدة».
وتلقى الحوثيون ضربات قاسية طالت قيادات المتمردين بمن فيهم شقيق الحوثي الذي قامت طائرات التحالف بتصفيته إلى جانب قادة متمردين آخرين.
ومع ذلك يصر الحوثيون وصالح على خوض معركة يخسروا فيها بصورة كبيرة غير آبهين بسلامة الشعب اليمني وحقن دمائه تنفيذا لأجندات إيرانية تسعى من تمدد الحوثيين ليكونوا شوكة في خاصرة أمن الخليج وتهديدا مباشرا للسعودية.