كانت الأزمة بين الرياض و طهران كفيلة بإيقاع طهران بعدد من الخطوات والقرارات المتخبطة ما يؤكد غياب الاستراتيجية لدى نظام إيران ومدى وقع المفاجأة عليه جراء إعدام السلطات السعودية أحد المواطنين السعوديين الذي أدين بالإرهاب والتحريض.
ففي خطوة تهدف فيما يبدو إلى تخفيف التوتر مع السعودية، بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، تراجعت إيران عن تسمية الشارع الذي تقع فيه السفارة السعودية في طهران باسم رجل الدين الشيعي الذي أعدمته الرياض «نمر باقر النمر».
وذكرت صحيفة الحياة اللندنية أن وزارة الخارجية الإيرانية خاطبت المجلس البلدي في طهران بإعادة اسم بوستان إلى الشارع مرة أخرى، بعدما تم تغييره من جانب المتظاهرين إلی اسم «نمر باقر النمر»، وذلك بعد يومين من تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وقال رئيس اللجنة الخاصة بأسماء الأماكن العامة في المجلس البلدي لطهران، «مجتبی شاكري»، إن وزارة الخارجية طلبت من المجلس الإبقاء علی الاسم القديم للشارع وعدم إجراء أي تغيير علی اسم الشارع المذكور.
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية «حسين علي أميري» إقالة «صفر علي براتلو» مساعد محافظ طهران بداعي تقصيره في عمله حيال الحفاظ علی أمن السفارة السعودية في طهران.
ولكن مسؤولين في الداخلية الإيرانية عادوا وقالوا إن إقالة براتلو من منصبه غير مرتبطة باقتحام السفارة السعودية ولكن اقتحام السفارة عجّل من إقالته، على حد تعبيرهم.
فيما ارتفع عدد الذين ألقت السلطات الإيرانية القبض عليهم بتهمة مهاجمة السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد إلى 66 شخصا.
وتشهد العلاقات بين الرياض وطهران توتراً شديداً منذ مطلع عام 2016، وذلك بعدما نفذت السعودية أحكام الإعدام بحق 47 شخصاً متهماً بالإرهاب، من بينهم «نمر باقر النمر».
وقطعت السعودية والبحرين والسودان وجيبوتي العلاقات مع إيران هذا الأسبوع وخفضت الإمارات العربية المتحدة مستوى التمثيل الدبلوماسي معها واستدعت الكويت وقطر سفيرها بعد اقتحام السفارة، واستدعى الأردن السفير الإيراني احتجاجا على هذه الاعتداءات .
ونأت الحكومة الإيرانية بنفسها عن الاعتداءات، قائلة إن المحتجين دخلوا السفارة السعودية على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الشرطة لمنعهم.
وعقد وزراء خارجية التعاون السبت (9|1) اجتماعا بالرياض أعقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة الأحد (10|1) تمخضا عن إدانة إيران والتوعد باتخاذ إجراءات إضافية لوضع حد لتدخلات إيران في الشؤون العربية.