يصل وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى باكستان اليوم الخميس، حيث يلتقي مسؤولين كباراً في الحكومة الباكستانية، في ظل التوتر المتصاعد على نحو غير مسبوق بين إيران والسعودية، حليف باكستان، إثر قطع السعودية علاقاتها مع إيران.
وتأتي زيارة الجبير إلى إسلام آباد عقب تنفيذ المملكة أحكام الإعدام بحق 47 أدينوا بالإرهاب، من بينهم السعودي نمر باقر النمر، الأمر الذي تلاه اقتحام مخربين إيرانيين ممثليات السعودية في العاصمة الإيرانية طهران ومدينة مشهد، وقطعت عدة دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد الاعتداءات كان آخر الصومال فيما استدعت جزر القمر سفيرها لدى طهران احتجاجا على سلوك إيران وتدخلها في الشؤون الخليجية والعربية.
وتسعى إسلام آباد إلى الابتعاد عن الانخراط في صراعات المنطقة، في وقت يسعى فيه رئيس وزرائها نواز شريف إلى الحفاظ على التوازن في المجتمع الباكستاني، وتعزيز علاقات بلاده الاقتصادية مع السعودية وإيران.
وقال سرتاج عزيز، مستشار شريف للشؤون الخارجية، إن باكستان دولة صديقة لكل من السعودية وإيران، وإنها ستسعى لرأب الصدع بينهما خلال زيارة الجبير، مضيفاً أمام مجلس النواب، الثلاثاء الماضي: "باكستان دعت لحل الخلافات بالسبل السلمية بما يخدم مصلحة الوحدة الإسلامية في هذه الأوقات المليئة بالتحديات".
ومن المقرر أن يلتقي الجبير رئيس الوزراء الباكستاني، وقائد الجيش، الجنرال رحيل شريف، يوم الخميس، في حين تأتي الزيارة بعد أن نأت باكستان الشهر الماضي بنفسها عن تحالف مناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية"، أعلنته السعودية.
وتسعى باكستان لتعزيز الروابط التجارية مع كل من إيران والسعودية والاستفادة من مواردهما الوفيرة من الطاقة، في حين تتمتع باكستان والسعودية بتحالف وثيق قائم منذ عقود، وأمضى نواز شريف فترة في المملكة في العقد الأول من هذا القرن بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري.
ونأت إسلام أباد بنفسها عن تحالف عاصفة الحزم ضد الحوثين في اليمن العام الماضي مؤكدة في ذات الوقت تصديها لأي اعتداء تتعرض له الرياض. وعندما أعلن وزير الدفاع السعودي عن التحالف الإسلامي في ديسمبر الماضي كانت باكستان من بين الدول التي عددها محمد بن سلمان.
مبعوث صيني للمنطقة
وفي إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول العام لاحتواء التوتر بين طهران والرياض أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، أن بكين أوفدت مبعوثاً إلى السعودية وإيران لتهدئة التوترات المتصاعدة بينهما، ودعت كل الأطراف إلى ضبط النفس.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة هوا تشون ينغ، إن نائب وزير الخارجية تشانغ مينغ، يزور السعودية حالياً وسيتوجه إلى إيران، وأضافت للصحفيين: "نأمل أن يتحرك الموقف في الشرق الوسط باتجاه التحسن".
وتابعت المتحدثة: "نأمل أن تظل كل الأطراف هادئة وتحافظ على ضبط النفس وتحسم بشكل مناسب كل القضايا ذات الصلة من خلال الحوار والتشاور".
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، اجتمع في الرياض الأربعاء، مع نائب وزير الخارجية الصيني.
وأوضحت أنه جرى خلال الاجتماع "استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة والصين وسبل تطويرها وتعزيزها بالإضافة إلى بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك".