شن أنور قرقاش وزير الشئون الخارجية والذي ترأس اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في القاهرة وأمين الجامعة العربية نبيل العربي هجوما عنيفا على تركيا بعد أن أرسلت عشرات من قواتها للموصل بناء على طلب حكومة بغداد قبل أن تنقلب هذه الحكومة على مناشدتها لأنقرة.
ناشطون وإعلاميون عرب بدورهم انتقدوا بشدة موقف الجامعة العربية الذي غض الطرف عن المجازر الروسية والإيرانية اليومية في سوريا والعراق وتسليط الضوء على إرسال قوات يتم معالجتها في اتصالات ثنائية بين أنقرة وبغداد، وبالفعل استجابت تركيا للطلب العراقي بسحب قواتها من الموصل، وأعادت انتشارها في كردستان العراق.
المتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بيلغيج رد على بيان الجامعة الذي اعتبر "التدخل التركي السافر في العراق أحد صور العدوان ويهدد الأمن القومي العربي" بالقول، “للأسف بيان الجامعة العربية، يكشف عدم إدراك حجم التهديد، الذي يشكله تنظيم “داعش” على المنطقة، وفي مقدمتها العراق، وينم عن عدم فهم جهود تركيا الحثيثة، والمخلصة، ضد هذا التهديد”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بمبنى الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.
وأضاف بيلغيج في معرض تعليقه على إدانة الجامعة العربية، لوجود جنود بلاده في معسكر، “بعشيقة”، قرب الموصل بالعراق، “لا تغيير لدينا فيما يتعلق بإجراء مشاورات متبادلة مع العراق، لتعميق وتطوير التعاون ضد داعش”.
وكانت الجامعة العربية في اجتماعها الأخير، الذي عقد على مستوى وزراء خارجية، أدانت وجود قوات تركية في العراق.
وجاء في البيان الختامي للاجتماع: “ندين حكومة تركيا، لتوغل وحدات من الجيش التركي في الأراضي العراقية، بإعتباره اعتداءً على السيادة العراقية، وتهديداً للأمن القومي العربي”.
ودعا البيان في بنده الثاني الحكومة التركية، “إلى سحب قوتها من العراق دون قيد أو شرط”.
ورأى الناشطون أن القاهرة وأبوظبي من يستعمل الجامعة العربية لعقد اجتماعات طارئة لمناقشة أي قضية تتعلق بما يحقق أهدافها، كون أنقرة ترفض تأييد نظام الانقلاب في مصر، وقد اعترف أنور قرقاش مؤخرا في تغريدات له على أن سبب الخلاف مع تركيا هو موقفها من مصر.