يصر حزب الله على إظهار نفسه بصورة الممانع والمقاوم لإسرائيل رغم أن هدفه قتل الشعب السوري بعد أن حنث أكثر من مرة بقسمه للانتقام من إسرائيل لاغتيالها قائده العسكري عماد مغنية في دمشق عام 2008.
فقد ظهر زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في خطابه اليوم الاثنين، بصورة أثارت اعتراض العديد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، حين ألقى خطابه وخلفه خريطة فلسطين وبداخلها العلم الإيراني، والقيادي في الحزب المقتول مؤخراً بسوريا سمير القنطار.
وقال الإعلامي السوري، فيصل القاسم، في تغريدة على موقع "تويتر": إن الصورة تُظهر "خريطة فلسطين ملفوفة بالعلم الإيراني وبداخلها صورة سمير القنطار، إذا لم أكن مخطئاً".
وقال نصر الله، إن حزبه سيرد على مقتل القنطار فيما وصفه بضربة إسرائيلية في سوريا، في الزمان والمكان المناسبين.
وعلق القاسم على تصريح نصر الله، بالقول: "أنا متأكد أن جمهور حزب الله أصيب بالجلطة بعد سماع السيد نصر الله يقول: سنرد في الزمان والمكان المناسبين لأنها عبارة بشار الأسد نفسها منذ 40 عاماً".
وعادة ما يظهر نصر الله عبر شاشة عملاقة أمام جمع من أنصار الحزب، ويلقي خطاباته من أماكن مجهولة خشية تعرضه للاغتيال، وسط هتافات من أنصاره.
وأضاف نصر الله: "سمير واحد منا، وقائد في مقاومتنا، وقد قتله الإسرائيلي يقيناً، ومن حقنا أن نرد على اغتياله في المكان والزمان والطريقة التي نراها مناسبة. ونحن في حزب الله سنمارس هذا الحق بعون الله وتوفيقه وتأييده إن شاء الله".
وأكد نصر الله اتهام حزبه لإسرائيل بالمسؤولية عن مقتل القنطار، قائلاً: "إن الاغتيال تم بإطلاق العدو الإسرائيلي صواريخ دقيقة ومحددة على شقة سكنية في مبنى سكاني كان الأخ سمير القنطار وآخرون يوجدون فيه، وقامت باستهدافها وإصابتها".
وكان نصر الله يتحدث بعد ساعات من دفن القنطار في مقبرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد معقل حزب الله القوي، وبمراسم عادة ما يستخدمها الحزب لقادته.
ويرى الناشطون أن مدلولات إظهار خارطة فلسطين بالعلم الإيراني إنما يعبر عن توجه طائفي يفسر اكتفاء إيران بتصريحات إعلامية ودعم محدود لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية كون فلسطين ليست ضمن القوس الشيعي الذي تسعى إيران للحصول على شرعية دينية منه، كما يفسر مراقبون.
واعتبر ناشطون أن ما أقدم عليه نصر الله يعتبر إساءة بالغة للشعب الفلسطيني وقضيته وللشعوب العربية كافة مطالبين الحزب وطهران بالكف عن المتاجرة بقضية فلسطين ومقدساتها، خاصة أن القنطار قتل وهو يقاتل الشعب السوري وفق ما يؤكده ناشطون سوريون وإعلاميون خليجيون.