أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

الصداقة الافتراضية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-12-2015


تصادف وجودي في متجر ضخم للإلكترونيات مع وجود مجموعة من الصبية الصغار في الوقت نفسه، كنت قد شاركت في ندوة تفاعلية حول القراءة قبل ذلك بقليل، وفي المتجر لفت نظري أمر الأولاد، أحدهم افترش الأرض واستند إلى عمود ضخم وذهب في عالم آخر، كان غارقا في لعبة من تلك التي يتم تحميلها من متجر التطبيقات في أجهزة الهواتف الذكية، ومن دون مبالغة كاد المتسوقون في المتجر يتعثرون به أكثر من مرة ويقدمون له اعتذارا على ذلك دون أن يتلقوا منه أي ردة فعل، كان الصبي الصغير غائبا عن العالم الذي نتحرك فيه ومستمتعاً بالعالم الافتراضي الذي هو فيه، رأيت في حالته ما يستدعي التفكير.

صديقه الذي دخل معه والذي يماثله في العمر وقف أمام منصة الأجهزة والهواتف الذكية التي تعرض آخر ما توصلت له الشركات الكورية والأميركية، كان هو الآخر مستغرقا فيما يقوم بفحصه، كان يبحث عن آخر الألعاب وأصغر الأجهزة التي تحوي كل شيء، وبيد واحدة وبتركيز عالي المستوى كان يتنقل بخفة وبأصابع رشيقة على تلك الأزرار الصغيرة، هذه الملكات التي لدى هؤلاء الصغار يجب أن توجه بشكل أكثر قيمة ومردودا بدل النقد والاستياء والسخرية، هذا ما خطر لي للوهلة الأولى، فهذا التركيز هو ما يحتاجه الشخص ليبدع ويبتكر بقليل من التوجيه والرعاية انطلاقا من أن الحياة ليست مجرد لعب!

إذا بقينا بعيدا عنهم ندفعهم نحو عالم الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية فقط، دون توجيه أو تقنين أو مشاركة أو حتى رقابة فإننا ندفع بهم نحو المجهول، ونحو حالة من التوحد والأنانية والعزلة والفراغ (الرقابة لن تعتدي على حقوقهم بالمناسبة ولن تجرح مشاعرهم كما يروج البعض، بل ستحميهم من كوارث ومطبات كثيرة) ذلك أن أجيالاً متوحدة وأنانية لا تشعر إلا بنفسها ولا تسعى لغير مطالبها ورغباتها العبثية، لا يمكن أن نغرس فيها قيماً إنسانية ومتحضرة كقيمة القراءة مثلا !!

قلت بأن هذا الجيل الصغير يتمتع بقدرات عالية في تعامله مع التقنية لكنه يظل بحاجة للتوجيه والإرشاد والرقابة والتدخل كي لا يُركل يمينا ويسارا دون أن يشعر بينما هو غارق في اللعب والعبث وتكوين مجموعات لعب عبر الانترنت طيلة الوقت، إن من يلعب ويعيش صداقات افتراضية طيلة الوقت لن يشعر بإنسانيته وبمن حوله، انه يفقد حسه الإنساني تدريجيا بينما نتفرج عليه نحن ببلاهة!!