أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الصداقة الافتراضية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-12-2015


تصادف وجودي في متجر ضخم للإلكترونيات مع وجود مجموعة من الصبية الصغار في الوقت نفسه، كنت قد شاركت في ندوة تفاعلية حول القراءة قبل ذلك بقليل، وفي المتجر لفت نظري أمر الأولاد، أحدهم افترش الأرض واستند إلى عمود ضخم وذهب في عالم آخر، كان غارقا في لعبة من تلك التي يتم تحميلها من متجر التطبيقات في أجهزة الهواتف الذكية، ومن دون مبالغة كاد المتسوقون في المتجر يتعثرون به أكثر من مرة ويقدمون له اعتذارا على ذلك دون أن يتلقوا منه أي ردة فعل، كان الصبي الصغير غائبا عن العالم الذي نتحرك فيه ومستمتعاً بالعالم الافتراضي الذي هو فيه، رأيت في حالته ما يستدعي التفكير.

صديقه الذي دخل معه والذي يماثله في العمر وقف أمام منصة الأجهزة والهواتف الذكية التي تعرض آخر ما توصلت له الشركات الكورية والأميركية، كان هو الآخر مستغرقا فيما يقوم بفحصه، كان يبحث عن آخر الألعاب وأصغر الأجهزة التي تحوي كل شيء، وبيد واحدة وبتركيز عالي المستوى كان يتنقل بخفة وبأصابع رشيقة على تلك الأزرار الصغيرة، هذه الملكات التي لدى هؤلاء الصغار يجب أن توجه بشكل أكثر قيمة ومردودا بدل النقد والاستياء والسخرية، هذا ما خطر لي للوهلة الأولى، فهذا التركيز هو ما يحتاجه الشخص ليبدع ويبتكر بقليل من التوجيه والرعاية انطلاقا من أن الحياة ليست مجرد لعب!

إذا بقينا بعيدا عنهم ندفعهم نحو عالم الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية فقط، دون توجيه أو تقنين أو مشاركة أو حتى رقابة فإننا ندفع بهم نحو المجهول، ونحو حالة من التوحد والأنانية والعزلة والفراغ (الرقابة لن تعتدي على حقوقهم بالمناسبة ولن تجرح مشاعرهم كما يروج البعض، بل ستحميهم من كوارث ومطبات كثيرة) ذلك أن أجيالاً متوحدة وأنانية لا تشعر إلا بنفسها ولا تسعى لغير مطالبها ورغباتها العبثية، لا يمكن أن نغرس فيها قيماً إنسانية ومتحضرة كقيمة القراءة مثلا !!

قلت بأن هذا الجيل الصغير يتمتع بقدرات عالية في تعامله مع التقنية لكنه يظل بحاجة للتوجيه والإرشاد والرقابة والتدخل كي لا يُركل يمينا ويسارا دون أن يشعر بينما هو غارق في اللعب والعبث وتكوين مجموعات لعب عبر الانترنت طيلة الوقت، إن من يلعب ويعيش صداقات افتراضية طيلة الوقت لن يشعر بإنسانيته وبمن حوله، انه يفقد حسه الإنساني تدريجيا بينما نتفرج عليه نحن ببلاهة!!