منذ أن أسقطت أنقرة المقاتلة الروسية التي انتهكت أجواءها قبل نحو شهر وتصر موسكو على أن الطائرة تم إسقاطها فوق الأراضي السورية وأن المقاتلات التركية لم توجه أي إنذار للمقاتلة الروسية، وظلت أنقرة تتمسك بروايتها التي تؤكد أن الطائرة الروسية انتهكت السيادة التركية وأن الطيارين الأتراك أرسلوا عشر تحذيرات للمقاتلة الروسية في غضون 5 دقائق قبل إسقاطها في نهاية المطاف.
وفي حين قدمت أنقرة تسجيلا يؤكد إطلاق التحذيرات التركية زعمت موسكو أن الصندوق الأسود للطائرة يظهر عكس الرواية التركية، وطالبت بتحليل الصندوق بوجود خبراء من 15 دولة.
وقالت موسكو قبل بدأ التحليل أن معظم الخبراء الذين تمت دعوتهم رفضوا حضور تفريغ الصندوق وتحليل بياناته.
وبعد يومين من إعلان روسيا البدء بتحليل الصندوق، أعلنت موسكو بعد ظهر اليوم وبصورة مفاجئة أنها أوقفت تحليل الصندوف الأسود للمقاتلة التي أسقطتها تركيا "بسبب تعرضه للتلف وتضرر معظم شرائحه وتعذر استخراج معلومات منه"، على حد زعم موسكو.
ولكن متابعين يرون أن نتائج الصندوق الأسود قد تكون أظهرت دقة وصحة الموقف التركي فلجأ المسؤولون الروس لهذا الإعلان للتغطية على الحقيقة.
ولاحظ متابعون للأزمة أن بوتين قال في مؤتمر له الخميس (17|12) أنه من المستحيل تطور علاقات أنقرة وروسيا وذلك قبل البدء بتحليل الصندوق بيومين. ولكن بوتين عاد وألمح أمس إلى إمكانية تصحيح العلاقة مع تركيا. وهو الأمر الذي طرح تساؤلات المراقبين الذين يرون أن التراجع الروسي قد يكون سببه تأكيد صندوق طائرتهم الأسود للرواية التركية. وإذا ما كان موسكو ستوقف حملتها الدعائية والانتقامية ضد تركيا التي تصر أنها دافعت عن سيادتها.