التقارير والاتهامات بدعم أبوظبي للانفصال في عدن أو تزايد نفوذها في الجنوب اليمني ليست جديدة، فتدخلها بحر اليمن بحد ذاته كما يقول مراقبون كان مشاركة المضطر حتى لا تخلو الساحة للتجمع اليمني للإصلاح. ومنذ تحرير عدن منتصف يوليو الماضي أخذ الدور الإماراتي يتزايد بقوة وفي جميع الاتجاهات بصورة دفعت صحيفة "وول ستريت جورنال" للقول إن أبوظبي هي الحاكم الفعلي في عدن.
ومع استمرار إنكار أبوظبي لأي أهداف خاصة لها في اليمن إلا أن التقارير تؤكد نفوذها المتزايد في عدن بصورة أدت لإقالة المحافظ السابق نايف البكري وتعيين المحافظ "المغدور" اللواء جعفر سعد، وبعد اغتيال الأخير مؤخرا عين الرئيس هادي المحافظ عيدروس الزبيدي محافظا جديدا وهو المعروف عنه ولاؤه لأبوظبي وكان ضلعا رئيسا في تنفيذ خطة أبوظبي الأمنية والتي ثبت فشلها تماما باستمرار الاغتيالات وتم دفنها نهائيا. وإزاء هذه التطورات فقد اعتبر ناشطون أن استقبال وزير الشؤون الخارجية لعلي سالم البيض دعما جديدا لانفصال عدن عن اليمن، إلى جانب تصريحات المحافظ الزبيدي التي قال ناشطون بشأنها أنها تؤكد ما يذهب إليه المفكر الخليجي في الكويت عبدالله النفيسي والذي يكتفي قرقاش من حين لآخر لكيل الأوصاف الخالية من الأعراف الدبلوماسية ولياقة الاختلاف.
قرقاش يستقبل البيض
استقبل أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في أبوظبي الثلاثاء (8|12)، علي سالم البيض، رئيس اليمن الجنوبي السابق الذي يزور الإمارات. وتناول اللقاء "تطورات الأزمة اليمنية وجهود الوصول إلى حل عادل" على حد زعم وكالة الأنباء الرسمية.
والبيض معروف بسعيه وقيادته جهودا وخططا انفصالية عن الوطن الأم ويجد الآن دعما من جانب أبوظبي بصورة كبيرة للدفع باتجاه إعادة البيض لحكم "اليمن الجنوبي" مرة أخرى، وهي نفس السياسة التي تتبعها أبوظبي في إعادة الأنظمة الاستبدادية لتونس ومصر وليبيا وإبقاء بشار الأسد في السلطة، وفق ما تؤكده تقارير "ميدل إيست آي" التي تستند إلى وثائق وتصريحات رسمية عن كبار المسؤولين في الدولة.
تصريحات الزبيدي
وفي أول تصريح له بعد تعيينة محافظا لعدن تحدث المحافظ الزبيدي بنزعة انفصالية قائلا «قَبِلتَ التكليف من شعب الجنوب لا سيما أبناء عدن»، وأضاف: «جئنا من أجل تثبيت الأمن وسلامة المواطن والوطن».
الزبيدي الذي استضيف على قناة أبوظبي الإماراتية للتحدث عن أولوياته في إدارته للمحافظة ظهر وعلى مكتبه علم الجنوب وهو مايدل على تمسكه بانفصال جنوب اليمن عن شماله وعدم اعترافه بشرعية الرئيس هادي ولا بالوحدة اليمنية.
ويعتبر هذا التصرف من قبل مسؤول يمثل السلطة العليا بمحافظة عدن بمثابة تجاوز على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ممثل الجمهورية اليمنية، والذي أصدر قرار بتعيين الزبيدي محافظاً لعدن.
وكان الزبيدي قد عاد من أبوظبي عقب استشهاد المحافظ اللواء جعفر ووصل إلى مكان حادثة الاغتيال برفقة شلال شائع وظهر مبتسما وهو يقف بمكان استهداف المحافظ السابق الشهيد جعفر.
الجدير بالذكر أن العميد الزبيدي هو مؤسس حركة تقرير المصير "حتم" عام 1996 م وعرف عنه بأنه كان ضد "الحراك السلمي ولايؤمن سوى بالكفاح المسلح لتحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني"
وفي تصريحات صحفية سابقة اعترف الزبيدي أنه يتلقى دعم من ايران التي تؤيد انفصال الجنوب حسب تأكيده.
المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي كان قد تساءل:" عيدروس الزبيدي الذي عينة هادي محافظا جديدا لعدن رجل محسوب على ايران ولة علاقات قوية مع الحوثي فما سر هذا التعيين وهذا القرار"، ليجيبه الزبيدي بنفسه من على شاشة تلفزيون أبوظبي التي استقبلت "البيض" أيضا.