أحدث الأخبار
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد

عز الشرق أوله دمشق!

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 08-12-2015


اجتمعت كل جيوش العالم في سورية. جحافل وأساطيل، مَلأَت البحر حَتَّى ضَاقَ عَنها، وأشعلت جوف السماء قاذفات تمطِر السوريين موتاً وبراميل متفجرة. باتت سورية اليوم مكان القسمة والتقسيم. الكل جاء إلى دمشق لأخذ حصته من المنطقة. اجتمع الروم والتتار والفرس، واتحدوا على اقتسام الدولة العربية، دولة بني أمية. جاؤوا باسم الحرب على الإرهاب. يحاربون شبحاً اسمه «داعش». سيقتلون مَنْ بقي من أطفالنا، ويهشّمون ما تبقى من دِمَشْق التي أنجبت طُلَيْطِلَة، وجعلت بني العباس يزهون ببغداد. سيدمّرون سَرِيرَ الشّرقِ، وواحته المزهرة. ويبعثرون الوطَن الذي حوى تنوُّع الأَجْنَاس وَالأَدْيان بسماحة الحضارة الإسلامية. سيعاودون رسم صورة جلق، ويغيِّبون ذكر الوليد بن عبدالملك ورسمه. لن يسمحوا لأحد بعد اليوم بمناداته، وتذكُّره والتذكير به. سيغيّرون ملامح المسجد المحزون وتاريخه، سيعاودون على مسامعنا قول شوقي «فلا الأذان أذان في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذان»، وسيعود الأذان في دمشق غريباً كما بدأ أول مرة!



مروعٌ حشد جيوش الأرض في سورية. ونتائجه موحشة. دمشق هي منارة الحضارة العربية، اجتمعوا لخطفها من تاريخها وأهلها. تركوا «داعش» يهدّم آثارها، وغضّوا الطرف عن إيران لتهجير أهلها. كلّهم يترقّب اكتمال تشويه صورتها القديمة، وهدم مسجدها، حتى ينفضّوا إليها، وينقضّوا على أرضها، سعياً إلى هدم رمزية دمشق عند العرب والمسلمين. سيقسّمون سورية دويلات، تُوزِّع تركتها على الأقليات. هكذا تلوّح التصريحات، وتشي المؤتمرات. هكذا يخطط شركاء الحرب على سورية. كل يطمحُ لأخذ حصته منا ومنها.



خمس سنوات مرّت، ونحن مشغولون بطائرة أُسقِطت، أو سقطت. وحدود ستُغلق، أو أُغلِقت، وأخرى ستُفتح أو فُتِحت. ومؤتمرات ستُعقد أو عُقِدت، وفصائل اجتمعت، وتفرّقت. أخذتنا حماسة الدفاع عن السلطان من كيد القيصر وعجرفته. نترقّب دخول المقاتل التركي والفرنسي والبريطاني والأميركي إلى بردى، نكفكف الدموع، ونسأل الله السلامة. نعيش دهشة المواجهة المرتقبة، بين جحافل الغزاة، ونسأل ماذا سيفعل الروس والأتراك، وما هو مصير الأكراد والأرمن، ونسأل عمّن له تاريخ بيننا، ومَنْ له حق في شامنا وأرضنا، وتاريخنا ما عاد أحد عنه يسأل. هل نسينا أن عزّ الشرقِ أَوَّلُهُ دِمَشْقُ؟... وأن «دم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نور وحق»، و «للأوطان في دم كل حُر يد سلَفَت ودَين مُستحَقُّ»!