أجريت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الدولة في (3|10) أعقبها بنحو أسبوعين انتخابات مجلس الشعب المصري التي قاطعها المصريون بصورة واضحة لم يكن لأحد أن يتجاهل حجم المقاطعة أو ضعف الإقبال. الأكاديمي عبد الخالق عبد الله كان له تعليقات قوية على مجريات الانتخابات الإماراتية ولكنه أطلق مواقف أكثر قوة وجرأة في تعليقه على الانتخابات المصرية. ولتشابه عدد من إجراءات ونتائج الانتخابات والسياق الذي جرت فيه دفعت ناشطين للتساؤل، إن كان "عبدالله" يقصد مصر فقط أم يمكن تعميم مواقفه على انتخابات الدولة؟
بين انتخابات الإمارات وانتخابات مصر
وفق ما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات المصرية فإن نحو 26% من الناخبين شاركوا في هذه الانتخابات وهي نسبة شككت فيها المعارضة المصرية كثيرا. أما حجم مشاركة الناخبين الإماراتيين في الانتخابات الأخيرة ممن يحق لهم الاقتراع فقد بلغ نحو 35% وفق اللجنة الوطنية للانتخابات، وهي نسبة تعتبر قليلة أيضا مقارنة مع انتخابات 2011 والتي بلغت 28% ولكن كان عدد الناخبين نحو 130 ألفا فقط.
كما جرت الانتخابات المصرية والإماراتية وسط غياب برامج سياسية منافسة وأحزاب حقيقية في مصر والإمارات فضلا عن غياب شروط وظروف بيئة ديمقراطية من قمع الحريات والاعتقال ومنع الحديث في السياسة بصورة يتعذر معها قيام انتخابات بصورة مناسبة على الأقل.
رسائل "عبد الله"
أكد أستاذ العلوم السياسية عبدالخالق عبدالله وهو يعلق على الانتخابات المصرية، أن نسبة المشاركة المنخفضة في الانتخابات تشكك في شرعية النظام السياسي الحاكم.
وقال "عبد الله" في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "هناك علاقة وثيقة بين نسبة المشاركة في الانتخابات وشرعية أي نظام سياسي، فكلما تراجعت المشاركة ارتفع الشك والتشكيك في شرعية النظام السياسي"، على حد تأكيده.
كما عاد وقال "عبدالله" في تغريدة، "في مصر كما في أي دولة أخرى، لا يمكن التضييق على الحريات ومؤسسات المجتمع المدني ومنع الحديث في السياسة ثم دعوة الشعب المشاركة في الانتخابات"، على حد توصيفه.
ونظرا لهذه التغريدات التي جاءت في سياق التعقيب على الانتخابات المصرية، ونظرا لتشابه الحالة بين الانتخابات المصرية والإماراتية فقد تساءل ناشطون إن كانت تغريدات "عبدالله" تحتمل التورية السياسية، بمعنى هل أن مواقفه تنطبق على الحالة الإماراتية أيضا وهل قصد ذلك؟
تعقيب "عبد الله" على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي
بعد ساعات من إجراء انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات كتب "عبد الله" قائلا، على حسابه "بتويتر"، "التصويت واجب وطني وحق انتخابي والمؤسف أن 65% لم يمارسوا هذا الحق ولم يلبوا نداء "صوت الإمارات" ولم يشاركوا فيما سمي "بالعرس الانتخابي"، لماذا؟".
وأضاف عبد الله قائلا،" حان الوقت رفع الوصاية عن شعب الإمارات وإنهاء نهج التدريج الذي إذا استمر فإن أحفاد أحفادنا لن تتاح لهم فرصة التصويت لمجلس كامل الصلاحيات". وأشار عبد الله إلى ضرورة تطوير صلاحيات المجلس الوطني قائلا،" حان القوت أن يصبح مجلسنا الوطني مجلسا بكامل الصلاحيات التشريعية وزيادة أعضائه إلى 80 عضوا ويكون عضو المجلس متفرغا تماما".
وأعاد عبد الله المطالبة بمشاركة كل الإماراتيين في الانتخابات، "حان الوقت أن يمارس كل شعب الإمارات والواعي المخلص لقيادته والمحب لوطنه وحقهم الانتخابي وينتخب كافة أعضاء المجلس عام 2019"، وهو موعد الانتخابات القادمة.
وختم عبدالله تغريداته بالمطالبة باستقالة لجنة الانتخابات، قائلا،" نسبة المشاركة غير مقبولة للمرة الثانية على التوالي (المرة الأولى 2011) وعلى اللجنة أن تتحمل المسؤولية وتقدم استقالتها غدا".
ويرى مراقبون أن المطالبة باستقالة اللجنة المقصود فيه أيضا تغيير نهج الانتخابات برمته خاصة أنه لم يسبق لمسؤول في الدولة أن سجل سابقة تاريخية وقدم استقالته لفشله في سياسة ما أو موقف ما، على حد تعبير مراقبين.