تحدث موقعان أمريكيان عن استمرار الصراع بين السعودية وروسيا باستخدام الرياض سلاح النفط الذي أضر بالاقتصاد الروسي بصورة كبيرة للغاية فيما يسمى "حرب أسعار النفط".
و قال موقع "ذا أمريكان إنترست" في تقرير له: إن السعودية تتحول إلى كابوس بالنسبة لروسيا، منذ أن اختارت المملكة عدم تقليص إنتاجها النفطي، بل وإقناعها لباقي دول منظمة أوبك بالسير وراءها في وجه انخفاض أسعار النفط.
وأشار الموقع إلى أن القرار السعودي أثر سلبا على الدول المنتجة للنفط من خلال تسببه في عجز بالميزانية لم يصب السعودية وحدها وإنما روسيا كذلك.
وأضاف أن الكابوس السعودي لروسيا لم يقف عند هذا الحد، بل امتد كذلك ليشمل منافسة المملكة لموسكو على الفوز بحصة في الأسواق الأوروبية.
وأبرز الموقع تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء تحدث عن منافسة المملكة الآن لروسيا في الأسواق الأوروبية التي كانت تهيمن عليها موسكو، وذلك عبر عرض النفط السعودي بأسعار منخفضة للدول الأوروبية.
وكشفت مصادر لرويترز عن أن شركات عملاقة مثل "إكسون" و"شل" و"توتال" و"إني" يشترون الآن بشكل أكبر من النفط السعودي لصالح معامل تكرير ومصافي النفط لديهم في غرب أوروبا والبحر المتوسط منذ الأشهر القليلة الماضية على حساب النفط الروسي.
وأشار الموقع إلى أن الاستراتيجية السعودية تقوم على الاعتقاد بأن الحصول على حصة في السوق أكثر أهمية من رفع الأسعار، وهذا ما يتم الآن بالفعل في أوروبا، حيث بدأ النفط السعودي يحل محل الروسي.
من جهته نشر موقع "بلومبيرج ريفيو" الأمريكي مقالا لـ"ليونيد برشيدسكي" أشار فيه إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعادة الدور الروسي كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط، تبدأ السعودية في مهاجمة موسكو عبر تزويد بولندا بالنفط الأقل سعرا من النفط الروسي.
وأبرز الكاتب شكوى مسؤولي كبرى الشركات النفطية الروسية من دخول المملكة إلى السوق البولندي، باعتبارها الخطوة الأولى لإعادة تقسيم الأسواق الغربية.
وتحدث الكاتب عن دخول المملكة الآن في حرب نفطية للحصول على حصة أكبر في الأسواق العالمية، ليس فقط ضد النفط الصحري الأمريكي وإنما ضد كل المنتجين الذين هم ليسوا أعضاء في منظمة أوبك، مشيرا إلى أنها تتحرك نحو السوق التقليدي لروسيا.
وأشار إلى أن تلك الحرب قد تتحول إلى مباراة أكثر نشاطا بين أكبر دولتين مصدرتين للنفط في العالم، دخلتا في خلاف بالفعل حاليا بشأن الصراع في سوريا.
وذكر أن الرئيس الروسي يريد أن يوقف السعودية عن إنشاء ممرات تصدير في سوريا، وفي ظل تعرض الهيمنة الروسية على سوق النفط في أوروبا للخطر، فإن عزم فلاديمير بوتين على حل الصراع السوري وفقا لشروطه يمكن أن ينمو.
وازداد الخلاف بين موسكو والرياض بعد قيام روسيا بالتدخل العسكري في سوريا ضد المعارضة ودعما لنظام الأسد وذلك في صدام مباشر مع سياسات وتوجهات السعودية وهو ما دفع بترجيح زيادة حدة التوتر بين الجانبين.