قال السياسي والدبلوماسي البحريني، أحمد الساعاتي، الذي عُيّن مؤخرا سفيرا مفوضا فوق العادة إلى موسكو، إن المنامة ودول الخليج لن تقبل بإيران شرطيا للمنطقة تتدفق عليه الأسلحة من الشرق والغرب وسترفض حل الملف السوري على حسابها.
الساعاتي أضاف في مقابلة مع "CNN": إن علاقات البحرين وروسيا "ممتدة منذ سنوات طويلة"، مؤكدا أنه يحمل معه كسفير الملف الاقتصادي والتجاري بحكم أنه "الأرضية والدعامة لأي علاقة سياسية بالمستقبل،" مضيفا أن بين البلدين عدة اتفاقيات بالمجال العسكري والإعلامي والسياحي وكذلك بمجالات الطاقة والغاز.
وتابع: "موسكو تنظر إلى البحرين كثقلها السياسي ووجودها بهذا الموقع الاستراتيجي كمدخل للخليج وبوابة للشرق الأوسط بشكل عام".
وكشف الساعاتي عزمه خلال عمله بروسيا على اطلاع المسؤولين على تطورات الأوضاع وخاصة ما يتعلق بـ"الدور الإيراني والتدخل في البحرين عبر تزويد عناصر متطرفة بالأسلحة وتدريبهم في مناطق بإيران والعراق وتدخل الإعلام الإيراني التحريضي ومواقف المرشد الإيراني المتكررة بالتحدث عن الملف البحريني بشكل غير مقبول".
وأعرب عن أمله بأن تكون روسيا على علم بذلك بحكم علاقتها الثنائية مع طهران، مضيفا أن من يريد حماية مصالحه التجاري فعليه "دعم الشرعية ومواقفها في البحرين"، على حد تعبيره.
القلق من تمدد إيران
وتحدث الساعاتي عن الاتفاق النووي الإيراني، قائلا: إنه بعد توقيعه "نشأت مخاوف حول إمكانية وجود بنود سرية فيها وأن هذا الاتفاق سيطلق العنان لليد الإيرانية لأن تمتد طموحاتها وتدخلاتها لمناطق واسعة من العالم العربي"، مضيفا: "شهدنا الدور الإيراني في سوريا والتأثير الإيراني في اليمن ولبنان، ولا ننسى تدخلاتها المستمرة بالبحرين من خلال التهديدات وإرسال الأسلحة وتدريب الشباب البحريني على الأعمال العسكرية والتغرير به وهناك شبكة اكتشفت بالكويت."
وانتقد الساعاتي "التهافت والهرولة" من دول في الشرق والغرب نحو إيران لبيعها الأسلحة والصواريخ مع توقع رفع العقوبات وإنهاء تجميد الأرصدة المالية، قائلا": "لا يمكننا أن نقايض بين السلاح النووي الذي سيقيد وبين السلاح التقليدي المدمر أيضا، كالصواريخ البعيدة المدى والطائرات المقاتلة.. نريد ضمانات دولية من الدول الموقعة على الاتفاقية بأنها لن تطلق يد إيران بسباق تسلح ولن تكون شرطي الخليج."
لا مكان للأسد في مستقبل سوريا
وأكد الساعاتي وجود تواصل مباشر مع موسكو حول الملف الإيراني وتبادل للآراء حول موقفها من تسليح طهران والأزمة السورية التي لخّص الحديث عنها بالقول: "المطلوب من روسيا هو لعب دور مهم بمسألة السلم بالمنطقة وخاصة بالملف السوري.. أظن أن نظام الأسد لم يعد طرفا مقبولا من أي جهة للمشاركة بالمرحلة القادمة، والأمر متروك للشعب السوري من خلال ممثليه وجميع القوى للاجتماع تحت مظلة الأمم المتحدة لأخذ قرار فوري بوقف الحرب وحل مشكلة النازحين."
وأعرب الساعاتي، عن أمله في أن تحمل الزيارة المرتقبة للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى روسيا، بوادر لحل الأزمة التي قال إن على جميع الأطراف فيها "تحمل دورها ومسؤوليتها وإنقاذ الشعب من الدمار" مضيفا: "لنتفق على أن نظام الأسد لا يمكن أن يكون له دور بمستقبل سوريا لأنه ارتكب فظاعات وهو مرفوض شعبيا وإقليميا ودوليا، وفرض نظام الأسد على الشعب السوري والمنطقة سيفتح المجال لأزمات أخرى مستمرة."
واشترط الساعاتي ألا تكون التسويات المقبلة بسوريا مرتبطة بأي ملفات أخرى، "كأن تكون على حساب مصلحة دول مجلس التعاون أو في صالح إيران أو سواها" خاصة وأن دول الخليج ستكون في طليعة العاملين على صياغة مشروع متكامل لحل الأزمة السورية وتمويل عمليات إعادة الإعمار بالتعاون مع الدول المانحة.
وتلعب روسيا دورا سلبيا في ملفات المنطقة حيث أنها توفر دعما عسكريا لنظام الأسد بعد أن ظلت توفر له حماية من أي إدانة في مجلس الأمن على جرائم الحرب التي يرتكبها ضد الشعب السوري. كما تقوم موسكو بدعم البرنامج النووي لإيران وتوفر لها دعما دبلوماسيا كبيرا وترفض التقيد بالعقوبات الدولية المفروضة على نظام طهران. ورغم جميع محاولات دول خليجية وعربية استمالة إيران للتخلي عن نظام الأسد و"تقنين" دعمها لإيران إلا أنها باءت بالفشل حتى الآن إذ استبقت روسيا زيارة العاهل السعودي المرتقبة بإرسال قوات إلى سوريا لتكون أحد أطراف الصراع إلى جانب النظام بعد فشل إيران وحزب الله من منع أي هزائم ميدانية للأسد في الفترة الأخيرة.