أكد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن المشاركة السلمية في العملية السياسية في مصر يجب أن تتاح لجميع المصريين على السواء.
وقال في كلمته بافتتاح جلسة الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة بالقاهرة، اليوم الأحد: "نؤكد أن جميع المصريين يجب أن يكون لهم الحق في المشاركة في العملية السياسية على نحو سلمي".
وأوضح كيري في كلمته، أن "مصر تلعب دوراً رئيسياً في المنطقة، ولا بد من تعزيز العلاقات بين البلدين"، معتبراً أن "العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر تتمركز حول الفرص وليس التهديدات"، على حد قوله.
وأضاف أن واشنطن ستستمر في تقديم التدريب العالي المستوى للجيش المصري وتعزيز قدراته، مشيراً إلى أن بلاده تدعم أمن مصر وتعزيز الديمقراطية فيها.
وأدان الوزير الأمريكي الهجمات، التي وصفها بـ"الإرهابية"، المتكررة في سيناء، مبدياً قلقه من توتر الأوضاع على الحدود مع ليبيا.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إنه يأمل أن "يسهم حوارنا بإيجاد حلول لأزمات المنطقة، وعلى رأسها سوريا واليمن والقضية الفلسطينية".
واعتبر شكري أن "الحوار بين واشنطن والقاهرة يساهم بحل الأزمات المشتعلة في الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أن "الحوار الاستراتيجي فرصة لمراجعة العلاقات بين واشنطن والقاهرة".
وزعم الوزير المصري أنه لا يوجد في مصر معتقلي رأي من الصحفيين، مدعيا أن الصحفيين المعقتقلين متهمون بقضايا "إرهابية" على حد قوله.
ويرى مراقبون أن حالة الاستقرار النسبي في مصر وتراجع منسوب المظاهرات الشعبية المطالبة "بالتغيير" تدفع واشنطن لتطوير علاقاتها مع نظام السيسي حتى في ظل الانتهاكات الحقوقية المتفاقمة في مصر. ويستدل المراقبون على أن واشنطن لا تكترث كثيرا لحقوق الإنسان في العالم العربي مقابل مصالحها مع حكومات المنطقة. فقد سبق أن أكد الرئيس باراك أوباما أنه سيناقش مع قادة دول الخليج أوضاع حقوق الإنسان في الخليج في قمة شرم الشيخ المنعقدة في أبريل الماضي، ولكن أكدت مداولات القمة خلوها من أي نقاش أمريكي مع القادة المشاركين في القمة الذين كان من بينهم متهمون بانتهاكات حقوق الإنسان في بلادهم على نطاق واسع وتذكرهم منظمات حقوق الإنسان بالاسم كمتهمين في قضايا التعذيب خاصة وقضايا حقوق الإنسان بصفة عامة.
ويتوقع مراقبون أن أكثر المستفيدين من الحوار الأمريكي المصري هو الجانب الإسرائيلي الذي يعاني أوضاعا أمنية صعبة على جميع الحدود المشتركة معه وخاصة سيناء. وأي دعم أمريكي عسكري وأمني للجيش المصري في سيناء فسوف ينعكس إيجابا على دولة الاحتلال بذات القدر الذي قد تستفيد منه القاهرة رغم أن استمرار المواجهات في سيناء يشكل استنزافا كبيرا للدولة المصرية ويقحم الجيش في معارك تستفيد منها تل أبيب، كما يرى مراقبون.