أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

تذمرات رمضانية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-06-2015

كلما عاد علينا شهر رمضان المبارك تعود الذكريات والممارسات الرمضانية التي تعطي هذا الشهر جماله، ولهذا الشهر اهتماماته وقضاياه التي يتكرر النقاش حولها كل عام، رؤية الهلال، القضايا الفقهية المرتبطة بالشهر، الإسراف على الموائد الرمضانية وهكذا، ويعاد النقاش حولها ويتكرر كل عام مع بعض الإضافات التي يفرضها تغير الزمان هنا وهناك، وذلك في الحقيقة ليس أمراً يدعو للتململ فالقضايا الموسمية هذه أمر طبيعي بدهي، والنقاش حولها أصبح جزءًا من طقوسنا الرمضانية، البعض يقضون هذه الأيام الأولى في رمضان في التذمر من هذه المواضيع والشكوى من تكرارها، حتى أصبح تذمرهم جزءًا من هذا الطقس السنوي.
يأتيك بعض «المفكرين» و»المستنيرين» لينتقد مسألة رؤية الهلال باعتبار أنه أمر متخلف ورجعي وأن العلم تجاوزها، ولكن في حقيقة الأمر المسألة خلاف شرعي معتبر بين من يرى بالحساب الفلكي ومن لا يرى به، كما أن الفلكيين أنفسهم يختلفون في طبيعة هذا الحساب، ونتيجته بناء على تفسيراتهم لما يجب به دخول الشهر من الناحية الفلكية، ولذلك فإنه حتى لو أجمعت الأمة على الحساب الفلكي ستبقى حالة الترقب والاختلاف في تحديد مواعيد دخول الشهر، ولن تنتهي، وليس فيها ما يدعو إلى التشنج الذي يتعامل به بعض هؤلاء «الحديثين» مع المسألة.
ينطلق بعدها المتذمرون ليشكوا من تكرار القضايا الفقهية المتعلقة بالصوم كل عام على مختلف الوسائل الإعلامية، فيقول لك إن هذه المواضيع المستهلكة مملة ومتكررة ولا داعي لإعادتها كل عام والأفضل الالتفات للأمور «الأكبر»، طيب لو سلمنا بذلك، فماذا عن التكرار في كل الفوازير والمسلسلات والبرامج التلفزيونية الكوميدية السمجة التي أثقلت كاهلنا خلال السنوات الأخيرة؟ التكرار في هذه الأمور الفقهية والأسئلة التي تبدو مستهلكة وبسيطة هو أمر غاية في الأهمية، من وجهة نظري على الأقل، فهناك في كل عام جيل جديد من الصائمين وجمهور متجدد لا يسعه أن يحفظ كل معلومة يسمعها، هذه الثقافة بحاجة إلى تقديم وإعادة تقديم كل عام على الأقل من حيث التذكير والتواصل مع المجتمع الإسلامي الكبير، وأنا حتى اليوم في كل عام أكتشف معلومة جديدة وحكماً آخر كنت أجهله أو في أحسن الأحوال نسيته، أما أولئك الذين يمتعضون من هذا التكرار فنقول لهم، إذا كنتم احتويتم العلم بأطرافه ولبه فنحن ما زلنا في أوله، وإن كنت أجزم أن معظم أولئك لو سألته في أحكام الصيام لأخطأ فيها.
أما عامة الناس فيشتكون ويتذمرون كل عام من ظاهرتين، المسلسلات والبرامج التي تخدش الصيام، والإسراف في الأكل، أما الأولى فلا شك أن هذه المسلسلات والبرامج ما كانت لتتكرر إلا لأن مشاهديها في ازدياد ولو كان الطلب أعلى على البرامج المفيدة والراقية لما اندفعت القنوات الإعلامية، وهي مشاريع ربحية في معظمها، إلى تصويرها والصرف عليها، والدليل على ذلك أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً في عدد وتكلفة البرامج الدينية وأصبح الدعاة المشهورون نجوماً على قنوات التلفزيون، وكل ذلك نتيجة طبيعية لتزايد الإقبال على هذه البرامج، فالحل الوحيد إذن هو أن نقبل على المفيد ونبتعد عن كل ما هو ضار، عند ذلك سنشهد اختفاءً تدريجياً للإسفاف في الموسم الرمضاني.
أما الإسراف فتنطبق عليه نفس القاعدة، فمن يرتكب هذا الإسراف؟ نحن طبعاً، ولو كان لدينا ما يكفي من الوعي والإرادة لما حصل شيء من ذلك، صحيح أن السفرة الرمضانية تتميز بتنوعها وكثرة الأصناف فيها، ولكن ما الداعي إلى أن يكون كل صنف فيها كافياً لإطعام الحي بأكمله، في ثقافتنا لا نقبل بشكل الصحن الصغير أو الفارغ، لا بد عندنا أن يكون الصحن مليئاً إلى آخره، وربما لا حل أمامنا لمقاومة الإسراف على السفر الرمضانية سوى أن نغير ثقافة الأواني في مطابخنا، فالتنوع سيظل مطلباً وعادة تبادل الأطباق في رمضان عادة جميلة، ونتمنى ألا تنتهي ولكن الاقتصاد في الكميات مطلب أساسي ينطلق من فلسفة رمضان التي تقربنا إلى الفقراء والمحتاجين.
رمضان شهر خير والتذمر فيه ليس سلوكاً إيجابياً، حاول أن تكون في رمضان مقبلاً على ما فيه الخير منصرفاً عن كل ما فيه الشر، مشجعاً لغيرك متفائلاً بشهرك، وكل عام والأمة في حال أفضل.