أحدث الأخبار
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد

العالقون في السرب

الكـاتب : أحمد الشيبة النعيمي
تاريخ الخبر: 06-05-2015


العالقون في السرب تدفعهم الموجات القوية إلى مجاراة التيار والإبحار في الاتجاه الذي لا يفضلونه، فقد اعتادوا التغريد خارج سرب الأمة، والسباحة ضد تيارها وتيار مصالحها الحقيقية، وأن يعملوا في أجندة أعداء الأمة. ولكن العواصف القوية تجبرهم على مجاراة التيار والإبحار معه، فيكونون في حقيقة الأمر عالقين في التيار، لا سابحين حقيقيين يتربصون لحظة ضعف في عاصفة التيار ليعملوا على خلخلة الصفوف وإثارة المخاوف الوهمية والتهوين من المخاوف الحقيقية، ومن خلال وضعيتهم العالقة في السرب يساهمون أحياناً في تشتيت قوة السرب، واجتذاب بعض عناصر القوة إلى دروب جانبية بعيدة عن الدرب الرئيسي للسرب وهدفه المحدد والواضح.

وهذه الوضعية العالقة تذكرنا بوضعية المنافقين الذين كانت تضطرهم الأحداث الكبيرة إلى الخروج مع الرسول الكريم وأصحابه رضوان الله عليهم، ويتملصون أحياناً من واجب الخروج.


ونظراً للتأثير السلبي لخروج هؤلاء مع تيار الأمة في المواقف الحاسمة كانت الأقدار الإلهية تتدخل أحياناً لتحول دون مشاركتهم؛ حفاظاً على قوة الصفوف من العناصر المريضة التي تفسد أحياناً العناصر الصحيحة بواسطة العدوى.

وقال عنهم الحق عز وجل: "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ، لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}[التوبة:46-47].

وما يثير الانتباه في الآية الكريمة التعبير عن كراهية الحق عز وجل لخروجهم بتلك الطريقة المدوية "ولكن كره الله انبعاثهم"، أما هم فربما كانوا يتمنون الخروج لممارسة الكيد الداخلي وصرف السرب عن اتجاهه الحقيقي حتى لا يحقق أهدافه، ثم يشرح النص القرآني مخاطر خروج هؤلاء المنافقين عندما يتحولون إلى عالقين في السرب يكيدون له من الداخل فيقول:"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين".

تصوير دقيق لوضعية العالقين في السرب وهم يسيرون مكرهين يمارسون الكيد الداخلي ويبثون روح الهزيمة النفسية من الداخل في تفريق الصفوف وتحريف مسار المعركة، ويؤكد النص القرآني بعد ذلك الصفة الغالبة في هذا الصنف من الناس في ابتغاء الفتنة وتزييف الحقائق فيقول: "لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون".

إنها استراتيجية ثابتة للعالقين في السرب على كراهية وامتعاض، بعد اتضاح الكثير من الحقائق وسقوط الأقنعة وانكشاف الأكاذيب، فالكذب عمره قصير فيمكنك أن تكذب على البعض مرة أو مرتين ولكن لا يمكنك أن تكذب على الجميع في جميع الأوقات.

العالقون في السرب ظاهرة قديمة متجددة بدأت في صدر الإسلام وفي عصر صاحب الرسالة والقرآن يتنزل، وظلت بعد ذلك تظهر وتختفي؛ تظهر عندما تكون راية الإسلام وكلمته هي الغالبة، وتختفي في أوقات الضعف والفتنة والابتلاء والتمحيص، فحينها يتميز الصف ويعرف الناس الصادق من الكاذب.

والأبرياء من جمهور الأمة يدركون الكاذب من الصادق ويميزون بين الموقف الأصيل والموقف التبعي الغرضي المرتبط باللحظة وضغوطاتها الوقتية الموقتة، فكل يدعي وصلاً بليلى ولكن ليلى تعرف العاشق الحقيقي من العاشق العالق في حالة عشق مصطنع.