قادة دول الخليج سيعقدون قمتهم اليوم الثلاثاء في الرياض، حيث تناقش تطورات العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ومواجهة تنظيم "الدولة" في كل من سوريا والعراق، في حين لن تخلوا القمة من تعقيبات ورسائل سياسية موجهة إلى طهران، التي رفعت سقف هجماتها ضد السعودية تحديداً، وهددت بتقويض نظام الحكم فيها على خلفية مشاركتها في العمليات الحربية ضد الحوثيين في اليمن، الموالين لإيران.

على الرغم من الجداول المحددة للقمة، والتي تتعلق في اليمن على وجه الخصوص، إلا أن الأمر بالنسبة للإماراتيين يحظى بأهمية مختلفة، فهي الدولة التي تخضع ثلاثة من جزرها (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى) لاحتلال إيراني مستمر منذ أكثر من أربعة عقود، الأمر الذي يجعل من فكرة طرح فكرة تحرير هذه الجزر في هذا الوقت تحديداً فرصة ذهبية قد لا تتكرر.

ويرى مراقبون أن حالة التوحد الخليجية والعربية، الشعبية والرسمية، ضد التمدد الإيراني في المنطقة العربية، لا سيما في اليمن وسوريا والعراق وحتى لبنان، من شأنها أن تشكل حالة داعمة لأي تحرك عملي، وإن كان من خلال "عاصفة حزم"، من شأنه أن يحرر الجزر الإماراتية المحتلة.

ويرى هؤلاء أن عدم طرح موضوع الجزر المحتلة بقوة في القمة الخليجية المقبلة، من شأنه أن يعطي رسائل غير إيجابية عن جدية المسؤولية في إيجاد حل لقضية الجزر، مشيرين إلى أن الحل الدبلوماسي فشل فشلاً ذريعاً على مدى أربعين سنة، ولا بد من تغيير السياسة المتبعة مع طهران من أجل استعادة تلك الجزر وإعادتها إلى سيادة الدولة.

اللافت للمتابعين أن المواقف الإماراتية ضد طهران شهدت تصاعداً، لا سيما ما ينقل عبر تغريدات أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إلا أن هذه المواقف وإن كانت تحمل حدة ما، لكنها لم تتطرق إلى الجزر الإماراتية المحتلة من قريب أو بعيد، في حين لم تصدر أي مواقف جديدة من الدولة فيما يتعلق بالجزر، في حين تترافق هذه المواقف مع القمم العربية، ضمن ديباجة متكررة.

وتحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الصغرى" و"طنب الكبرى" و"أبو موسى" منذ عام 1971 في أعقاب جلاء القوات البريطانية عن منطقة الخليج. وتمثل الجزر الثلاث ممراً ملاحياً هاماً يمكنه التحكم في الخليج حيث تقع في مدخل مضيق هرمز الذي يربط بين قارات العالم القديم، إضافة إلى ما تمتلكه الجزر الثلاث من ثروات معدنية ونفطية.