قال وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، إن أي اتفاق نووي مع إيران لا بد أن يتضمن تفتيش منشآتها. وهذا الموقف يتناقض مع تصريحات أدلى بها المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
وأضاف كارتر أن اتفاق الإطار الحالي لا يعني "إبعاد الخيار العسكري" عن الطاولة، في حين ردت إيران بوصف تصريحاته بأنها "مؤشر لفهمه المتدني ومآرب الأمريكيين المغرضة".
وشدد كارتر، خلال مقابلة حصرية مع "CNN"، على أن "الاتفاق النووي الذي يجري التفاوض بشأنه بين الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى وإيران، لا بد أن يتضمن سبل التحقق من امتثال إيران"، مبيناً أنه "لا يمكن أن يستند على الثقة بل على التحقق".
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً، غير أنه استبعد اللجوء إليه حالياً، مضيفاً: "لدينا القدرات لإيقاف وتدمير البرنامج النووي الإيراني، وأعتقد أن الإيرانيين يعلمون ويفهمون ذلك"، في إشارة فسرها محللون الشبكة الأمريكية، إلى القنبلة الخارقة للحصون تحت الأرض المعروفة اختصاراً بـ"موب".
وأكد كارتر أن هدف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو "منع إيران من تطوير سلاح نووي من خلال المفاوضات، وليس من خلال العمل العسكري".
في المقابل، رد مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لشؤون التعبئة والإعلام، العميد مسعود جزائري، على ما وصفها بـ"التصريحات المتكررة" لوزير الدفاع الأمريكي، قائلاً: "إن تفتيش المراكز العسكرية الإيرانية مؤشر لفهمه المتدني ومآرب الأمريكيين المغرضة"، على حد قوله.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن جزائري قوله: "بعد تصريحات قائد الثورة الإسلامية القائد العام للقوات المسلحة، علي خامنئي، بشأن منع تفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية، فإن تصريحات أشتون كارتر مؤشر إما لفهمه المتدني، وإما أنها تكشف عن المآرب المغرضة للأمريكيين اتجاه إيران".
و استبعد مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، أي ضمانات لإبرام اتفاق نووي نهائي بحلول يونيو/حزيران، مؤكداً أن "عدم التوصل لاتفاق أفضل من التوصل لاتفاق سيئ، وأن الرفع التدريجي للعقوبات على إيران غير مقبول".
وأكد خامنئي أن الاتفاق الإطاري الموقع بين بلاده والقوى الكبرى في لوزان الأسبوع الماضي، حول البرنامج النووي لطهران، "لا يضمن التوقيع على اتفاق نهائي بشأن هذا الملف بحلول آخر يونيو/حزيران"، مؤكداً أن "ما تحقق في لوزان غير ملزم لأحد".
كما أكد خامنئي "أنه ليس موافقاً أو معارضاً لما أعلن حتى الآن"، لكنه أشار إلى أنه "لا معنى لتقبل التهاني بالاتفاق النووي؛ لأن الآخر سيحاصرنا بالتفاصيل" في إشارة إلى الغرب.
ويمهد الاتفاق المبدئي بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي أبرم بعد مفاوضات استمرت ثمانية أيام في سويسرا، الطريق لتسوية تهدئ مخاوف الغرب من أن يكون لإيران سعي لإنتاج قنبلة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.