على خلفية عاصفة الحزم وطلب السعودية مشاركة باكستان في الحملة التي تقودها ضد متمردي الحوثي المدعومين من إيران في اليمن، نشرت صحيفة واشنطن بوست أن المشرعين الباكستانيين الذين أرهقتهم الحروب لا يزالون مترددين بشأن إرسال قوات للحملة، وهو ما يعقد الجهود السعودية لبناء تحالف كبير تمهيدا لهجوم بري.
الطلب الأخير من السعودية يثير معارضة قوية من عدة أحزاب باكستانية بارزة ما يعكس حالة الإرهاق من الصراعات المسلحة فضلا عن عدم الارتياح بشأن ما إذا كانت الأحداث في اليمن يمكن أن تزيد اشتعال التوترات الطائفية في العالم الإسلامي.
وذكرت الصحيفة أن البرلمان الباكستاني ظل منعقدا على مدى الأيام الثلاثة الماضية لمناقشة ما إذا كانت ستُرسل قوات، وربما طائرات وسفن، إلى شبه الجزيرة العربية، دعما للسعودية التي تعد من أقرب حلفائها في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون المشترك بين البلدين يعود لأربعة عقود حيث إنه خلال تلك الفترة أرسل الجيش الباكستاني 550 ألف جندي للسعودية لدعم التحالف الإستراتيجي بين الدولتين السنيتين، لكنها أردفت بأن الطلب الأخير من السعودية يثير معارضة قوية من عدة أحزاب باكستانية بارزة، وهو ما يعكس حالة الإرهاق من الصراعات المسلحة فضلا عن عدم الارتياح بشأن ما إذا كانت الأحداث في اليمن يمكن أن تزيد اشتعال التوترات الطائفية في العالم الإسلامي.
وأضافت الصحيفة أن الخوف من خروج الأمور عن السيطرة هو ما دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف لطلب مباركة البرلمان بالرغم من أن الدستور يمنحه سيطرة كاملة على القوات المسلحة، كما أنه أومأ إلى أنه يخطط للعمل مع حلفاء مثل تركيا التي ترفض أيضا إرسال قوات، في محاولة لتهدئة التوترات في اليمن.
يُذكر أن بعض الباحثين الباكستانيين يرون أن التوتر الذي تشهده حدود البلاد مع الهند وأفغانستان وإيران بشكل متقطع في الشهور الأخيرة يزيد صعوبة اتخاذ الحكومة لقرار حازم بشأن المشاركة في عملية عاصفة الحزم، ويتوقعون أن تقتصر المشاركة الباكستانية على تقديم النصائح التكتيكية وإرسال الخبراء الذين قد يشاركون في إدارة المعارك.