تساءل الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال له في صحيفة الإندبندنت إن كانت إيران قد أصبحت شرطي أمريكا في المنطقة بعد الاتفاق النووي الذي أبرم مؤخراً، في لوزان السويسرية.
وقال في هذا الإطار: "إن إيران ولدت من جديد كدولة كبرى في الشرق الأوسط عندما وافقت على الحد من طموحاتها النووية، على الرغم من الشروط المفروضة عليها، فإن اتفاق الإطار يمكن أن يقود إلى إرجاع الجمهورية الإسلامية، البالغة من العمر 36 عاماً، إلى وضع قوة إقليمية عظمى والذي كان قائماً في الماضي في عهد الشاه".
وبحسب الكاتب فإن "السعوديين غاضبون جداً لهذا السبب تحديداً، في الوقت الذي لا تجد فيه إيران صديقاً جديداً أفضل من الولايات المتحدة التي لو تحالفت مع المملكة العربية السعودية فإن ذلك التحالف سيلحق أضراراً بالغة بإيران".
ويلفت فيسك إلى أنه "في حالة التزام الغرب وإيران بكلمتهما، وتحولوا من حالة عدم الثقة التي كانت سائدة حتى وقت توقيع الاتفاق، إلى حالة الثقة المتبادلة، يمكن أن يكون لذلك تأثير سياسي هائل على المنطقة، ويمكن لإيران، مع مرور الوقت، أن تصبح "شرطي أمريكا في الخليج"، كما كانت في عهد الشاه".
وقد تبذل السعودية قصارى جهدها باعتبارها رمزاً للنضال المحلي في "مكافحة الإرهاب"، إذا تفاجأت بأن الولايات المتحدة بدأت بإعادة النظر في علاقتها مع ما أطلق عليه الكاتب "الوهابية السعودية".
الطاعة المصرية
أما في الشأن المصري، فيقول الكاتب: إن " عبد الفتاح السيسي، يعلم جيداً أن أوامر أمريكا يجب أن تطاع، ولهذا السبب قطع علاقاته مع حماس لعزل أعداء إسرائيل، كما أن مصر بحاجة إلى المساعدات الأمريكية، أما الإمارات وقطر فإن لديهما قبولاً لأي اتفاق نهائي أمريكي".
واختتم الكاتب بقوله: "ولكن التاريخ يدور، حتى في المدن السويسرية، لوزان، حيث تم إسدال الستار على الإمبراطورية العثمانية في القرن الماضي، ذلك الشيء الذي لطالما ألمح إليه أسامة بن لادن، وحيث وصلت الخلافة إلى نهايتها قبل أن يعيد الطغاة العرب مبدأ التوريث في عائلاتهم، ربما ستبزغ الإمبراطورية الإيرانية، أو نسخة حديثة من ذلك، وسيكون مولدها في نفس البلدة السويسرية، لذلك تنبهوا لزلزال سياسي مقبل في الشرق الأوسط"، على حد وصفه.