وجهت روسيا ثلاث رسائل تهديد إلى الغرب وواشنطن، وقالت إنها قد تستخدم الأسلحة النووية ضد الولايات المتحدة، ولن تصمت على نشر قوات لحلف الأطلسي في الجوار الروسي، وأكدت أن مساعدة اوكرانيا عسكريًا ستُقابل بـ"رد قوي".
و تمر العلاقات بين روسيا والغرب بأزمة لم يُعرف لها نظير منذ انتهاء الحرب الباردة. وبلغت الأزمة ذروتها بضم شبه جزيرة القرم الى روسيا العام الماضي وتدخل موسكو في اوكرانيا. ولكن اللقاءات عبر القنوات السرية لم تتوقف بين الولايات المتحدة وروسيا بحكم ما تمتلكه القوتان الكبريان من ترسانة نووية ضخمة.
تهديدات صارمة
وفي اجتماع عُقد بين مسؤولين استخباراتيين اميركيين وروس، حرصت موسكو على ابلاغ واشنطن بما تضمره من نيات بصراحة قل نظيرها. وكشفت صحيفة التايمز أن الروس نقلوا الى نظرائهم الاميركيين ثلاثة تهديدات بلغة لا تقبل اللبس. اولاً ، إن أي محاولة من الغرب لإعادة شبه جزيرة القرم الى اوكرانيا ستكون عملاً من أعمال الحرب، وأن الكرملين سيكون مستعدًا لمواجهته باستخدام الأسلحة النووية ضد الولايات المتحدة. ثانيًا ، أن موسكو لن تسكت على نشر قوات لحلف الأطلسي في الجوار الروسي. ورغم أن ايستونيا ولاتفيا وليتوانيا أعضاء في حلف الأطلسي، فإن روسيا لا تفرق بينها وبين اوكرانيا أو غيرها من البلدان في ما يسميه الكرملين "الفضاء ما بعد السوفيتي". ثالثًا ، وأخيرًا أن أي محاولة يقوم بها حلف الأطلسي لتقديم مساعدة عسكرية الى اوكرانيا ستُقابل بـ"رد قوي" من روسيا.
وما يشير الى أن هذه ليست تهديدات فارغة أن اجتماع المسؤولين الاستخباراتيين الاميركيين والروس شارك فيه جنرال واحد على الأقل كان له دور كبير في ضم القرم الى روسيا العام الماضي ، وضابطان آخران لهما دور في رسم الاستراتيجية النووية الروسية. ويبدو أن مهمتهم كانت تبديد أي إبهام في خطاب روسيا مع الغرب ، بحسب صحيفة التايمز.
تخويف الغرب
وفي هذا الاطار، يأتي تجديد العقيدة العسكرية الروسية مؤخرًا بتشديدها على الاستعداد لاستخدام القوة النووية. فالهدف هو تخويف الغرب الى حد إصابته بالشلل وليس إحراق مدينة برمنغهام فعلاً بالقنابل النووية ، على حد تعبير صحيفة التايمز.
لكنّ مراقبين لفتوا الى أن قعقعة السيوف الروسية بشأن دول البلطيق يجب أن تؤخذ على محمل الجد. فإن حلف الأطلسي ملزم بموجب ميثاقه بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض للهجوم. وأن موسكو إما لا تعتقد أن حلف الأطلسي سينفذ هذا البند من ميثاقه أو تضع في حساباتها أن استخدام وسائل غير تقليدية مثل تحريك ذوي الأصول الروسية من سكان دول البلطيق سيثير ما يكفي من البلبلة. ويهدف الرئيس فلاديمير بوتين الى فضح الشروخ في حلف الأطلسي ويضع مصداقيته موضع تساؤل.
ويواجه الغرب اليوم مهمة إفهام بوتين بأن لعبة الوقوف على الحافة النووية أو ممارسة نشاطات هدامة داخل الدول المجاورة لروسيا لن يدق اسفينًا في التحالف الأطلسي. وتقترح صحيفة التايمز على دول الأطلسي أن يزيد الحلف انفاقه العسكري لايصال رسالة الى موسكو بأنه جاد في بناء قوة رادعة ، وأن يعرف الحلف ايضًا أين سيوجه بوتين ضربته التالية من أجل التخطيط لمواجهتها.