قال الكاتب محمد حسنين هيكل إنه لا يوجد أحد لديه تصور لإنهاء الأزمة في سورية والعراق وليبيا، مشيرا إلى أن الوضع العربي الراهن المتأزم قد يطول إلى ما لا نهاية، لأن البؤر متوترة والجراح مفتوحة.
وقال هيكل إن قضايا العرب خرجت من أيدي أصحابها إلى قوى إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن مصر لا تستطيع أن تقوم بدور فعال في العالم بدون قاعدة داخلية قوية ومتماسكة، موضحا أن موقعها يفرض عليها إما أن تقوم بهذا الدور بما ينطوي عليه من تدخل، أو أن يتدخل آخرون في شؤونها، مشيرا إلى أن إعادة توزيع القوة في العالم تشبه حالة حمل قد تتمخض عنه خمسة أو ستة توائم.
وأضاف هيكل في حواره الموسع مع مجلة "السياسة الدولية" الصادرة عن مؤسسة الأهرام بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيسها - أن هناك أطرافا أخرى تعمل على إبقاء الوضع العربي المتأزم على ما هو عليه ، مشيرا إلى أن هذه الأطراف – لم يسمها – تساعدها مواردها من النفط على لعب هذا الدور.
وضرب هيكل مثالا بتنظيم الدولة الاسلامية الذي يخلق موارده من خلال استيلائه على مساحات من الأراضي وموارد البترول فيها. ووصف هيكل إيران بأنها تملك مقومات كبيرة لا يستهان بها، وتتمتع بتماسك حضاري وإنساني، اجتمعت فيها عوامل سياسية وشخصية وأمنية، داعيا الى الانفتاح عليها.
وعن الرئيس السادات، قال هيكل إن مشكلة الرئيس السادات كانت في اعجابه بالملوك "الملك حسن، والملك فيصل، وشاه إيران"، مشيرا إلى أن كلهم كانوا ينصحونه بإيقاف المعارك حتى لا يجد نفسه أمام مطالب لا يستطيع مواجهتها.
وذكّر هيكل في حواره بمقولة الفيلسوف الألماني هيجل التي قال فيها "لديّ تفاؤل تاريخي، وتشاؤم سياسي" مشيرا إلى أنه في اللحظة الراهنة غير متفائل، ولكنه سيتفاءل عندما يستطيع السيسي إرساء قواعد نظام حقيقي، ويبدأ البلد في تماسكه الداخلي.
وأضاف هيكل أن الأمور إذا سارت بشكل معقول، فإننا نحتاج من 3 الى 5 سنوات لكي نمتلك قوة حقيقية.