مع استمرار الحصار المفروض على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (175 كم إلى الشمال من بغداد) من قبل القوات العراقية المشتركة ومليشيا الحشد الشعبي، باغت تنظيم "الدولة" الجميع شرقي المدينة، في وقت تحاول فيه القوات الأمنية التوغل داخل تكريت عبر نهر دجلة المحاذي لها.
وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، إن معارك متقطعة شهدتها منطقة حمرين امتداداً إلى قرية البوعجيل خلال الـ24 ساعة الماضية، وما تزال مستمرة حتى إعداد هذا التقرير بين القوات الأمنية المشتركة من جهة، ومقاتلي تنظيم "الدولة" من جهة أخرى، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين.
وأضاف المصدر أن معارك الكر والفر التي شهدتها مناطق حمرين والبوعجيل، التي تمكنت مليشيا الحشد الشعبي من استعادة السيطرة عليها منذ عشرة أيام، أسفرت عن مقتل ثمانية من عناصر تنظيم "الدولة"، وقتل وإصابة ما لا يقل عن 27 عنصراً في صفوف القوات الأمنية.
وبحسب المصدر نفسه، تمكن مقاتلو التنظيم من تدمير جرافة عسكرية، استخدمتها القوات العراقية وبمساندة متطوعي الحشد الشعبي في منطقة السيد غريب قرب منطقة الدجيل 50 كم إلى الشمال من بغداد، لفتح ممر في الطرق المملوءة بالشراك الخداعية، عبر صواريخ مضادة للدبابات.
وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم نصبوا كميناً محكماً للقوات العراقية وعناصر مليشيات الحشد الشعبي، تمكنوا خلاله من قتل ستة متطوعين وأصابوا 14 آخرين بجروح.
وتأتي هجمات تنظيم "الدولة" في وقت تحاول فيه قوات الجيش العراقي جاهدة التوغل في أحياء مدينة تكريت من عدة محاور لليوم الرابع على التوالي.
من جهته، قال الملازم في الشرطة الاتحادية رعد الكناني إنه وبعد عدة محاولات فاشلة لاقتحام مدينة تكريت من محاور الجامعة شمالاً والديوم غرباً والعوجة جنوباً، بسبب شبكات الألغام المزروعة والقناصة المنتشرين على أسطح المباني والمقاومة الشرسة التي يبديها عناصر التنظيم، حاولت القوات الأمنية المشتركة فجر اليوم الاثنين، التوغل في مدينة تكريت من جهة نهر دجلة شرق المدينة مستخدمة ناقلات جند برمائية.
وأوضح أن فتح جبهات عديدة ومن محاور عدة سيشتت قوة مقاتلي التنظيم في تكريت، ما يمكّن القوات الأمنية المتجهة عبر نهر دجلة من التوغل داخل المدينة.
وأضاف أن معارك طاحنة تدور رحاها لليوم الثاني على التوالي في وادي شيشين قرب مدينة العوجة من المحور الجنوبي لمدينة تكريت، مؤكداً أن القوات العراقية تواجه مقاومة عنيفة للغاية من قبل مقاتلي الدولة.