قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية في تقرير لـ"ديفيد بلير" رئيس قسم المراسلين الأجانب بالصحيفة: إن الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا من شأنه أن يغير ميزان القوة في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن إسرائيل والقوى العربية سيردون عليه بتصعيد الحروب بالوكالة ضد إيران.
وتحدثت عن أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الكونجرس وتحذيره من التوصل إلى تسوية نووية مع إيران يعكس الخوف من هذا السيناريو في ظل توسع إيران في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ظهور الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وبشكل علني في العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي ضد "داعش" يعكس رغبة إيران في إيصال رسالة مفادها أنها تتقدم وتتوسع على الأرض بغض النظر عن الاتفاق النووي مع القوى الغربية.
وذكرت أن ظهور "سليماني" وعدة من القادة العسكريين الإيرانيين بالعراق يشير إلى سعي إيران للتأكيد على أنها ستظل قوة صاعدة عازمة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط كله وفقا لرؤيتها.
وأبرزت الصحيفة تصريح "سليماني" لوسائل إعلام إيرانية قبل أيام بأن "اليوم نحن نرى دلائل تصدير الثورة الإسلامية عبر المنطقة، من البحرين إلى العراق ومن سوريا إلى اليمن وشمال أفريقيا".
وأشارت أن هذا ما يخيف إسرائيل وحكام الخليج السنة الذين يخشون من أن إبرام الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا سيمثل تغييرا جذريا في ميزان القوة بالشرق الأوسط، ويعتقدون أن الاتفاق يعني ضمنيا قبول واشنطن بالهيمنة الإيرانية في المنطقة.
وذكرت أن المد الشيعي الإيراني وصل إلى لبنان عبر حزب الله وفي سوريا على يد الآلاف من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله وفي العراق عبر إشراف "سليماني" على العمليات العسكرية وفي اليمن عبر سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء بدعم وتسليح إيراني.
وأشارت إلى أن كل هذا تم على الرغم من العقوبات المشددة على إيران والعداء مع الولايات المتحدة، متسائلة: ما الذي ستفعله إيران إذا رفعت عنها العقوبات وانتهى العداء بينها وبين أمريكا بعد توقيع الاتفاق النووي؟.
وتحدثت عن أن هناك مخاوف من أن إيران ستقدم تنازلات فنية فيما يتعلق بالبرنامج النووي مقابل إطلاق الولايات المتحدة ليدها بالمنطقة كي تستمر في إحداث اضطرابات بالشرق الأوسط.