أحدث الأخبار
  • 09:10 . أكثر من 100 شهيد في غزة اليوم والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات... المزيد
  • 01:05 . "الطامة الكبرى في رقاب من صمت".. موجة غضب عارمة ضد عبد الخالق عبدالله بعد مهاجمته للمقاومة في غزة... المزيد
  • 12:19 . الكويت وإستونيا تطلقان مشاورات سياسية لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 12:07 . الدوحة تحتضن توقيع اتفاق مبادئ بين حكومة الكونغو وتحالف المتمردين... المزيد
  • 12:03 . قاضية أميركية توقف تنفيذ أمر ترامب بفرض عقوبات على موظفي الجنائية الدولية... المزيد
  • 11:54 . سوريا تعلن وقفا فوريا لإطلاق النار وانتشار قوات الأمن في السويداء... المزيد
  • 11:52 . الحوثيون يعلنون مهاجمة مطار بن غوريون بصاروخ باليستي... المزيد
  • 11:45 . إيران تعلن اعتقال 87 شخصًا بتهمة التجسس والعمل لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 05:32 . حماس: لا خيار أمام الاحتلال سوى صفقة وفق شروط المقاومة... المزيد
  • 05:31 . "إيدج" توقع ثلاث اتفاقيات دفاعية مع شركة مجرية وسط تحذيرات من دورها في النزاعات... المزيد
  • 07:01 . رئيس الدولة يبحث تعزيز التعاون مع المجر ويشهد توقيع اتفاقيات استراتيجية... المزيد
  • 07:00 . خبير يحذر من عرقلة "إسرائيل" لمشروع إماراتي-مصري لتوفير المياه لغزة... المزيد
  • 11:45 . أمير قطر يؤكد في اتصال بالشرع دعم وحدة سوريا وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:42 . بيان عربي تركي مشترك يرفض التدخلات الخارجية في سوريا ويدين الاعتداءات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:41 . واشنطن تسمح بعودة دبلوماسييها إلى العراق بعد شهر من الإجلاء العسكري... المزيد
  • 11:40 . في "يوم عهد الاتحاد".. رئيس الدولة ونائبه: نجدد الوفاء لمسيرة المؤسسين ونواصل البناء بعزم نحو المستقبل... المزيد

لماذا أعلن "البشير" من الإمارات رفضه التنظيم الدولي للإخوان؟

أبوظبي – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 25-02-2015

جاءت زيارة الرئيس السوداني، عمر أحمد البشير إلى الإمارات هذه الأيام، على رأس وفد عالي المستوى، في ظرف استثنائي كونها لم تحدث منذ زمن طويل نتيجة للفتور الذي انتاب العلاقات الإماراتية السودانية، إضافة إلى ما يعانيه السودان من أوضاع سياسية مضطربة والوضع القانوني الخاص بالبشير دولياً، وفي وقت تخوض فيه الإمارات حربها ضد تيار الإسلام السياسي على أكثر من جبهة والذي يعد "البشير" من المحسوبين عليه.

وهناك اختلاف في العديد من جهات النظر بين أبوظبي والخرطوم حول العديد من القضايا الإقليمية وأبرزها ما يتعلق بالملف الليبي فتقف الإمارات علناً في صف حكومة طبرق والبرلمان المنحل، وفي صف واللواء المتقاعد خليفة حفتر، فيما تتهم الأخرى بدعم فجر ليبيا.

البشير في زيارته للإمارات وفي مفاجأة لم يتوقعها كثيرون خرج بتصريحات لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية أوضح فيها رفض بلاده لظهور الطابع الدولي لجماعة الإخوان المسلمين من خلال ما يعرف "بالتنظيم الدولي"، معتبراً أن من حق الدول اتخاذ ما تراه مناسبًا لخدمة أمنها واستقرارها بعد تنامي تأثير التنظيم الدولي للإخوان وتدخله في شؤون عدد من الدول العربية، على حد وصفه.

ونوّه البشير أن بلاده تتفهم كل الظروف التي دفعت بعض الدول الخليجية إلى إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية المحظورة، مبرراً ذلك أنه لا يمكن لأي دولة أن تقبل تقسيم ولاءات أبنائها بين الداخل والخارج.

وبين البشير في ثنايا حديثه لـ "الاتحاد" أن تنظيم الإخوان الذي نشأ في مصر شهد العديد من التغيرات والتحولات ولعل الفكرة الشمولية التي وفرها التنظيم الدولي وتبنتها الجماعة هي نقطة الخلاف الحقيقية، وقال: "لا نقبل لأي سوداني أن يدين بالولاء لأي تنظيم خارجي"، حسب نص تصريحات الرئيس السوداني للصحف الإماراتية.

غير أن تصريحات البشير هذه لا يفهم منها تخليه عن مواقفه السابقة تجاه "الإخوان" بقدر ما يكون لها أسباب سياسية واقتصادية وعوامل أخرى تداخلت في دفع "البشير" إلى تبني مثل هذا المواقف التي رأها الكثير بأنها مفاجئة وغير متوقعة؛ بيد أن من ينظر إلى الأمور بعمق يعرف أن دبي وأبوظبي تعدان أحد منافذ السودان المحاصر على العالم إلى جوار القاهرة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ترك الفرصة للسياسة وخلافاتها لتغلق هذه المنافذ كما هو الحال مع القاهرة، فطبيعي أن تختلف الممارسات السودانية السياسية باتجاه القضايا الإقليمية مع الخليج والقاهرة.

كما أن السودانيين ليس بمقدورهم الدخول في صراع مباشر مع الجانبين الخليجي والمصري، فالمال الخليجي مزق دولاً كانت أكثر استقراراً وأمنا وثروات من السودان التي تنتشر حركات التمرد في أكثر من منطقة فيه، كما أن الدولة السودانية تعتمد بشكل كبير على منافذ الخليج اقتصاديًا في أمور الاستيراد والتصدير وفتح منافذ تجارية بين السودان وبينهم بعد المعاناة الشديدة جراء الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على السودان.

 وتعد "دبي" وجهة أساسية ومحطة ثابتة في برنامج الاقتصاد السوداني ورجاله، فهي تعتبر المركز والمعبر للشرق الأدنى، فالمصالح السودانية الإماراتية لم ترهن بالتقلبات السياسية كما هو الحال في الأوضاع من دول أخرى، وهذا واضح منذ فترة ويبدوا أن الجانبين حريصان على المحافظة عليها مهما كان الموقف السياسي.

وفي هذا الصدد أوضح وزير الاستثمار أن حجم استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في السودان بلغت 20 مليار دولار، منوهًا إلى أن الاستثمارات السعودية وصلت لأكثر من 10 مليار دولار، تليها الإمارات بستة مليارات دولار، والكويت بخمسة مليارات دولار.

وبما أن زيارة البشير هذه إلى أبوظبي جاءت قبيل الانتخابات الرئاسية السودانية التي أعلن الترشح فيها بحجة وجود ضغوط شعبية؛ لذلك كان يجب عليه تهدئة الجبهة الخارجية مع مصر والإمارات وتخفيف التورط في الصراع الليبي، وإن كان المنافس له فيها يكاد يكون منعدماً، وفوزه فيها مضموناً بكل التأكيد فـ"البشير" فيها سينافس "البشير" لاغير!

وفي الأخير يؤكد محللون أن هذه التصريحات التي أطلقها البشير خلال زيارته للإمارات تبقى محصورة في إطار صفتها الإعلامية لا تتجاوزها، فالمعروف عن السياسية السودانية الواقعية هو الخفاء؛ وهذا الكلام الذي أوردته "الاتحاد" لا يعدو كونه مغازلة لاكتساب الدعم الخليجي في مواجهة الأزمة السياسية والاقتصادية بالداخل السوداني والتي يواجهها حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير.