أحدث الأخبار
  • 10:57 . إذاعة "جيش" الاحتلال: ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو... المزيد
  • 10:54 . العاهل السعودي يدعو قادة دول الخليج إلى قمة "خليجية أمريكية" تزامنا مع زيارة ترامب... المزيد
  • 10:53 . أكثر من مليار دولار .. حجم الخسائر العسكرية في مواجهة الحوثيين... المزيد
  • 10:52 . أبوظبي ترد على تقرير العفو الدولية عن أسلحة السودان: "مضلل وبلا أدلة"... المزيد
  • 10:51 . “أبواب الجحيم”.. القسام تعلن قتل وإصابة 19 جنديا للاحتلال في رفح... المزيد
  • 11:24 . رويترز: التعاون النووي الأمريكي مع السعودية لم يعد مرتبطا بالتطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:20 . تحقيق استقصائي يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة ومصيره... المزيد
  • 07:48 . تصاعد الخطاب الدبلوماسي بين أبوظبي والسودان بعد قرار قطع العلاقات... المزيد
  • 06:28 . العفو الدولية تكشف تزويد أبوظبي قوات الدعم السريع بأسلحة صينية... المزيد
  • 12:01 . أمريكا تسمح بالتمويل القطري لرواتب موظفي سوريا... المزيد
  • 11:30 . شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 11:30 . انفجارات لاهور تزيد من حدة المواجهة الهندية الباكستانية... المزيد
  • 11:29 . السعودية ترفض التصريحات الإسرائيلية حول التوسع في غزة وتطالب بوقف الانتهاكات... المزيد
  • 11:13 . أبوظبي ترفض الاعتراف بقرار السودان قطع علاقاته معها... المزيد
  • 10:11 . ترامب يعتزم تغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى الخليج العربي... المزيد
  • 07:02 . ضبط المتهمين في أحداث مباراة "الوصل" و"شباب الأهلي" وتغريم الناديين... المزيد

لماذا أعلن "البشير" من الإمارات رفضه التنظيم الدولي للإخوان؟

أبوظبي – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 25-02-2015

جاءت زيارة الرئيس السوداني، عمر أحمد البشير إلى الإمارات هذه الأيام، على رأس وفد عالي المستوى، في ظرف استثنائي كونها لم تحدث منذ زمن طويل نتيجة للفتور الذي انتاب العلاقات الإماراتية السودانية، إضافة إلى ما يعانيه السودان من أوضاع سياسية مضطربة والوضع القانوني الخاص بالبشير دولياً، وفي وقت تخوض فيه الإمارات حربها ضد تيار الإسلام السياسي على أكثر من جبهة والذي يعد "البشير" من المحسوبين عليه.

وهناك اختلاف في العديد من جهات النظر بين أبوظبي والخرطوم حول العديد من القضايا الإقليمية وأبرزها ما يتعلق بالملف الليبي فتقف الإمارات علناً في صف حكومة طبرق والبرلمان المنحل، وفي صف واللواء المتقاعد خليفة حفتر، فيما تتهم الأخرى بدعم فجر ليبيا.

البشير في زيارته للإمارات وفي مفاجأة لم يتوقعها كثيرون خرج بتصريحات لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية أوضح فيها رفض بلاده لظهور الطابع الدولي لجماعة الإخوان المسلمين من خلال ما يعرف "بالتنظيم الدولي"، معتبراً أن من حق الدول اتخاذ ما تراه مناسبًا لخدمة أمنها واستقرارها بعد تنامي تأثير التنظيم الدولي للإخوان وتدخله في شؤون عدد من الدول العربية، على حد وصفه.

ونوّه البشير أن بلاده تتفهم كل الظروف التي دفعت بعض الدول الخليجية إلى إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية المحظورة، مبرراً ذلك أنه لا يمكن لأي دولة أن تقبل تقسيم ولاءات أبنائها بين الداخل والخارج.

وبين البشير في ثنايا حديثه لـ "الاتحاد" أن تنظيم الإخوان الذي نشأ في مصر شهد العديد من التغيرات والتحولات ولعل الفكرة الشمولية التي وفرها التنظيم الدولي وتبنتها الجماعة هي نقطة الخلاف الحقيقية، وقال: "لا نقبل لأي سوداني أن يدين بالولاء لأي تنظيم خارجي"، حسب نص تصريحات الرئيس السوداني للصحف الإماراتية.

غير أن تصريحات البشير هذه لا يفهم منها تخليه عن مواقفه السابقة تجاه "الإخوان" بقدر ما يكون لها أسباب سياسية واقتصادية وعوامل أخرى تداخلت في دفع "البشير" إلى تبني مثل هذا المواقف التي رأها الكثير بأنها مفاجئة وغير متوقعة؛ بيد أن من ينظر إلى الأمور بعمق يعرف أن دبي وأبوظبي تعدان أحد منافذ السودان المحاصر على العالم إلى جوار القاهرة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ترك الفرصة للسياسة وخلافاتها لتغلق هذه المنافذ كما هو الحال مع القاهرة، فطبيعي أن تختلف الممارسات السودانية السياسية باتجاه القضايا الإقليمية مع الخليج والقاهرة.

كما أن السودانيين ليس بمقدورهم الدخول في صراع مباشر مع الجانبين الخليجي والمصري، فالمال الخليجي مزق دولاً كانت أكثر استقراراً وأمنا وثروات من السودان التي تنتشر حركات التمرد في أكثر من منطقة فيه، كما أن الدولة السودانية تعتمد بشكل كبير على منافذ الخليج اقتصاديًا في أمور الاستيراد والتصدير وفتح منافذ تجارية بين السودان وبينهم بعد المعاناة الشديدة جراء الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على السودان.

 وتعد "دبي" وجهة أساسية ومحطة ثابتة في برنامج الاقتصاد السوداني ورجاله، فهي تعتبر المركز والمعبر للشرق الأدنى، فالمصالح السودانية الإماراتية لم ترهن بالتقلبات السياسية كما هو الحال في الأوضاع من دول أخرى، وهذا واضح منذ فترة ويبدوا أن الجانبين حريصان على المحافظة عليها مهما كان الموقف السياسي.

وفي هذا الصدد أوضح وزير الاستثمار أن حجم استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في السودان بلغت 20 مليار دولار، منوهًا إلى أن الاستثمارات السعودية وصلت لأكثر من 10 مليار دولار، تليها الإمارات بستة مليارات دولار، والكويت بخمسة مليارات دولار.

وبما أن زيارة البشير هذه إلى أبوظبي جاءت قبيل الانتخابات الرئاسية السودانية التي أعلن الترشح فيها بحجة وجود ضغوط شعبية؛ لذلك كان يجب عليه تهدئة الجبهة الخارجية مع مصر والإمارات وتخفيف التورط في الصراع الليبي، وإن كان المنافس له فيها يكاد يكون منعدماً، وفوزه فيها مضموناً بكل التأكيد فـ"البشير" فيها سينافس "البشير" لاغير!

وفي الأخير يؤكد محللون أن هذه التصريحات التي أطلقها البشير خلال زيارته للإمارات تبقى محصورة في إطار صفتها الإعلامية لا تتجاوزها، فالمعروف عن السياسية السودانية الواقعية هو الخفاء؛ وهذا الكلام الذي أوردته "الاتحاد" لا يعدو كونه مغازلة لاكتساب الدعم الخليجي في مواجهة الأزمة السياسية والاقتصادية بالداخل السوداني والتي يواجهها حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير.