أكد الباحث السعودي في شؤون الفكر الإسلامي الدكتور عوض القرني، "أن بلاده دخلت مرحلة جديدة في عهد الملك سلمان"، متوقعاً إجراء "مراجعات سياسية شاملة داخلياً وخارجياً"، واعتبر أن ذلك "سيأخذ بعض الوقت ليؤتي ثماره".
وقال القرني: "إن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز يمتلك إرادة متميزة يمكن أن تثمر تغيرات ملموسة على الأرض، فعندما تتغير قيادات الدول فإن ذلك يتبعه تغيير في السياسات؛ لأن لكل إنسان طريقته في العمل، ومن هذا المنطلق فإن الحديث عن مراجعات وتغيرات في السياسة السعودية أمر مؤكد، لكن كم ستكون نسبة هذا التغيير وسرعته وأي وجهة سيأخذها هذا التغيير، فهذه كلها أمور تتحكم فيها كثير من الظروف المعقدة محلياً وإقليمياً ودولياً".
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة "قدس برس": "إجمالاً الناس في المملكة متفائلون؛ فشخصية الملك سلمان متميزة، وهو رجل مثقف، وأنا أتحدث من منطلق المعرفة الشخصية، له ثقافة واسعة ورجل يقبل الأخذ والعطاء، وليس له أي إشكال على المستوى الشخصي، وهو قريب من الناس يزورهم في بيوتهم بعيداً عن الرسميات، ويتكلم معهم في كل شيء، ويتصل مع المثقفين ويناقشهم في مقالاتهم، ولذلك فسقف التوقعات عندنا مرتفع جداً، وكل المعطيات سواء التاريخية أو الشخصية تؤهل الملك سلمان للقيام بمهمات تاريخية محلياً وإقليمياً".
وأشار القرني إلى أن "ما يقلل من حجم التوقعات هو العامل الدولي"، الذي قال بأنه يبقى مؤثراً بشكل كبير على أي توجهات سياسية بالمنطقة، "ولذلك لا أتوقع قفزات كبيرة في تغيير السياسات الداخلية والخارجية حتى لو أراد الرجل، لكنني أتوقع مساراً جديداً في السياسات السعودية، ومن سار على الدرب وصل".
على صعيد آخر كشف القرني النقاب عن أن سيطرة الحوثيين على اليمن جاءت من مدخل دعمهم محلياً وإقليمياً ودولياً؛ للقضاء على "التجمع اليمني للإصلاح" المقرب من "الإخوان المسلمين"، وقال: "بعد دخول الحوثيين صنعاء، ضمن فخ نصبته دول إقليمية ودولية بتواطؤ سياسي رسمي في اليمن للقضاء على الإصلاح، فوقع الصياد في الفخ ونجت الطريدة".
ورأى القرني أن إيران واحدة من الدول التي تشكل خطراً حقيقياً على المنطقة، وقال: "إن أي إنسان له عقل وينتمي لهذه المنطقة يعلم أن إيران تشكل خطراً على العروبة وعلى الخليج وعلى السنة، ويرى بوضوح أن هناك تواطؤاً غربياً مع إيران لأسباب كثيرة منها أن تبقى فزاعة من أجل الإبقاء على العرب والسنة في بيت الطاعة الغربية، وسيتقاسم الإيرانيون والإسرائيليون النفوذ في المنطقة، ليخير الغرب بعدها العرب من أي المداخل يريدون الخضوع لهم عبر البوابة الإيرانية أو الإسرائيلية".
واختتم الباحث الإسلامي السعودي حديثه بالقول: "إن من كان يؤثر السلامة من العرب والسنة فإنه لن يحرك ساكناً، وسيظل رهيناً للسياسة الأمريكية، ومن كان يؤثر ما عند الله فسيعمل على إفشال هذا المشروع"، على حد تعبيره.