قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الولايات المتحدة لم تتلق أية تحذيرات بشأن توجيه مصر ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، على الرغم من كونها حليفًا لها في مكافحة الإرهاب.
ونقلت الصحيفة بيان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس "مصر على مدى عقود تعد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي، وأحد أكبر متلقي مساعدات عسكرية، وقد شنت ضربات على أهداف الدولة الإسلامية في ليبيا دون تنسيق مع الولايات المتحدة".
وبحسب مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ـ قالت الصحيفة إنه رفض الكشف عن هويته ـ فإن "الحكومة المصرية لم تقم بمناقشة العمل العسكري مع الإدارة الأمريكية ولم تنذرها مسبقا بالضربات التي أطلقت الاثنين ردًا على ذبح 21مسيحيًا مصريًا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط".
ووفق الصحيفة، فإن "مسؤولين أمريكيين بدت لديهم معلومات قليلة عن الهدف من الضربات أو مدى نجاحها".
وقالوا: "لدينا القدرة على تقييم نتائج محدودة للغاية إن لم تكن معدومة"، وأضافوا: "الولايات المتحدة فوجئت بضربة مفاجئة في أغسطس، عندما قيل إن الإمارات تستخدم القواعد في مصر لإجراء سلسلة من الضربات الجوية في ليبيا في شهر أغسطس".
وعقد المسؤولون الأمريكيون مقارنة بين العمل المصري في ليبيا وموجة من الغارات الجوية التي شنها الأردن على "داعش" بعد مقتل الطيار معاذ الكساسبة.
وقال المسؤول الدفاعي "ما حدث يكشف أمرين، أولها مدى جدية المجموعة في توسيع نفوذها خارج العراق وسوريا، وثانيًا جدية الدول الأخرى خاصة العربية مع هذا التهديد".
وتابعت "المسؤولون أعربوا عن قلقهم من عدم نجاح الضربات في كبح جماح تهديدات المقاتلين المتحالفين مع الدولة الإسلامية، فالعديد من الفصائل المسلحة التي تتنافس على السلطة والموارد بجميع أنحاء ليبيا، ستفعل أي شيء لدفع البلاد لإنهاء الصراع الحالي"،
وأردفت "إدارة أوباما قررت دعم جهود الأمم المتحدة للتوسط مع الحكومة الجديدة لتشمل الأحزاب المتنافسة في ليبيا".
أيضاً نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته قوله: "من وجهة نظر مكافحة الإرهاب يجب اتخاذ إجراءات ضد هذه الفئة الحقيرة والبربرية والهمجية"، وتابع "من جهة أخرى، نحن نؤمن بأن الطريقة الوحيدة كي تكون قادرًا على مكافحة الإرهاب في ليبيا هو تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وقالت الصحيفة إن "مصر حثت التحالف بقيادة الولايات المتحدة لإجراء ضربات جوية ضد الجماعة الإسلامية في العراق وسوريا الآن، وأخرى في شمال أفريقيا أيضًا، بينما تفكر إيطاليا في رد عسكري من جانبها".