عبر مجلس الجامعة العربية، اليوم الأربعاء، عن تفهمه الكامل لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة "درنة" الليبية، وسط تحفظ قطري.
وفي بيان صدر عقب اجتماع المجلس على مستوى المندوبين بالقاهرة، أدان مجلس الجامعة العربية "الجريمة الهمجية البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد 21 من أبناء الشعب المصري الأبرياء العزل في ليبيا".
ووصف المجلس هذه الجريمة بأنها "تتعارض مع أبسط المباديء الإنسانية وتأباها كل فطرة سوية فضلا عن تعاليم كافة الأديان السماوية".
وجدد مجلس الجامعة العربية "ما تضمنته كافة بياناته وقراراته الصادرة على كافة المستويات بشأن وقوف الدول العربية بكل قوة الى جانب جمهورية مصر العربية في حربها ضد آفة الارهاب وتأييدها الكامل لجميع الاجراءات والتدابير التي تتخذها لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء عليها نهائيا".
وأعرب المجلس في البيان ذاته عن "تفهمه الكامل للضربة الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية ضد مواقع تابعة لتنظيم داعش الارهابي في مدينة درنة، وذلك بتنسيق وتعاون كاملين مع السلطات الشرعية في ليبيا ردا على هذا العمل الإرهابي الخسيس والجبان".
ويقصد البيان بـ"السلطات الشرعية"، الحكومة المؤقتة، التي يرأسها عبد الله الثني، والمدعومة من قوات اللواء خليفة حفتر، قائد عملية "كرامة ليبيا"، وهي منبثقة عن مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق)، والذي صدر حكم بحله من المحكمة العليا الدستورية في العاصمة طرابلس.
ولفت المجلس إلى "حق مصر والدول الأعضاء في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها ضد أى تهديد وفقا لنصوص ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة التي تكفل هذا لحق الأصيل الثابت للدول فرادى وجماعات مع احترام سيادة الدول ووحدتها واستقلالها"، داعيا إلى "العمل على ايجاد حل سياسي" للأزمة الليبية و"رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي".
وقد تحفظت دولة قطر بحسب البيان على الفقرة الثانية من البيان "الخاصة بالضربة الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية ضد مواقع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة درنة الليبية" وعلى العبارة الاخيرة من الفقرة الخامسة التي تنص على "رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي".
وأعلن الجيش المصري، صباح الاثنين الماضي، أنه وجه ضربة جوية "مركزة" ضد أهداف يقول إنها لتنظيم "داعش" في ليبيا، ردا على قتلهم 21 مسيحيا مصريا الأحد الماضي بحسب تسجيل مصور نشره التنظيم.
وحظر السلاح مفروض على ليبيا منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بالعقيد الليبي الراحل، معمر القذافي عام 2011.
وتعاني ليبيا فوضى أمنية منذ أشهر، على خلفية اقتتال كتائب إسلامية وأخرى مناوئة لها في بنغازي (شرق)، وطرابلس (غرب)، في محاولة لحسم صراع على السلطة.