قالت وكالة "رويترز" للأنباء في تقرير أعده "أنجوس مكدوال": إن اختيار الأمير مقرن كولي للعهد والأمير محمد بن نايف كولي لولي العهد حل المعضلة الأكثر أهمية في تاريخ الخلافة بالمملكة العربية السعودية، والمتعلقة بكيفية الانتقال من حكم أبناء الملك المؤسس عبد العزيز إلى حكم الأحفاد.
وأشارت إلى أن التركيز الأكثر حاليا منصب على تسمية "مقرن" و"بن نايف" لولاية العهد، في حين أن التركيز أقل على التغييرات الأوسع التي تتم بشأن كيفية إدارة "آل سعود" للسلطة عبر أمراء صغار ربما يحكمون مستقبلا أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم والحليف الرئيسي للغرب.
وأضافت أنه وبعد عقود من سيطرة مجموعة بعينها على الوظائف الكبرى بالمملكة، يبدو أن تلك التعيينات الجديدة تؤسس لفريق حكم جديد يهيمن على السياسات السعودية في وقت تواجه فيه المملكة تحديات إقليمية واضطرابات غير مسبوقة.
واعتبرت أن التغييرات الأهم ظهرت من خلال تشكيل لجنتين رئيسيتين في المملكة أعطت للأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي السيطرة الأكبر على صناعة القرار في المملكة.
وأشارت إلى أن الأمير محمد بن نايف يقود حاليا لجنة خاصة بسياسات وإستراتيجيات المملكة والتي ستطور إستراتيجية السعودية فيما يتعلق بكيفية التعامل مع إيران والدولة الإسلامية والحروب في سوريا والعراق والأزمة باليمن والتعامل مع المعارضة الداخلية.
وذكرت أن الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي يقود لجنة خاصة بالسياسات الاقتصادية والتنموية تجعل منه الصوت الأكثر أهمية فيما يتعلق بالقضايا الكبيرة وطويلة الأمد التي تواجه المملكة
ونقلت عن "خالد الدخيل" المتخصص في العلوم السياسية بالمملكة العربية السعودية أن "بن سلمان" يعتبر رئيسا للوزراء نظرا لامتلاكه سلطات واسعة بشكل كبير.
وأشار محللون غربيون إلى أن التغييرات الأخيرة في المملكة تميز أسرة السدايرة بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان عن غيرها من الأسر داخل العائلة الحاكمة، باعتبار أن بن نايف وبن سلمان من أحفاد السدايرة.
وأضافت الصحيفة أنه وخلاف لمن سبقه فإن ولي العهد الأمير مقرن الذي نظر إليه باعتباره مواليا للملك الراحل عبد الله لم يتول مناصب وزارية كبرى تمكنه بعد ذلك من تعزيز قاعدة مستقلة للسلطة عندما يصبح ملكا.
واعتبرت الوكالة أن الإطاحة السريعة باثنين من أبناء الملك الراحل من إمارتي مكة والرياض نظر إليها باعتبارها تصب في صالح تعزيز سلطة السدايرة.