بعد مرور أسبوع على وقف بثها، تلقت قناة "العرب" المملوكة للملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، ضربة قاضية، أخرجتها من حلبة المنافسة على فضاء القنوات العربية .. ولو إلى حين.
فقد أصدرت السلطات البحرينية الاثنين (9|2)، قرارا بوقف نشاط قناة "العرب"، بسبب ما قالت "عدم حصولها على تراخيص"، لتبدد بعدها كل الآمال باستئناف بث القناة الذي توقف بعد يوم واحد من انطلاقتها.
في حين يرى المراقبون أن اغلاق القناة كان سعوديا بامتياز لكن بأيدٍ بحرينية؛ فالمملكة لها اليد الطولى، ولا يستطيع البحرينيون سياسياً ولا من خلال موقعهم في مجلس التعاون وعلاقتهم بالسعودية أن يأخذوا قراراً بعكس رغبة السعودية أو معاكساً لها".
ليترك الباب بعدها مواربا أمام احتمالات عدة لمكان نقل مكاتبها خارج البحرين، ما بين أن تحقق القناة توجه مالكها الوليد بن طلال من أن تبث من بلد خليجي، أو أن تكون خارج المنظومة الخليجية، لتدخل بعدها في تصنيفات القنوات المهاجرة أو المعارضة.
الإمارات .. خيار "العرب"
وبحسب المراقبين، فإن خيار انتقال قناة "العرب" إلى الإمارات العربية المتحدة، لربما يكون الخيار الأكثر حظا، سياسيا ولوجستيا.
فالتغير الحاصل الذي قام به الملك سلمان بن عبد العزيز في أركان الدولة، قلب حسابات القيادة الإماراتية وجهاز أمن الدولة، بالتأثير على القرار السعودي، ما دفعها باتجاه الدخول واللعب بقوة لمحاولة استدراك ما يمكن استدراكه من نفوذ وتأثير، من خلال موالين لها في السلطة، كما تفعل حاليا مع مصر، ولتجد في السماح لقناة الوليد بن طلال حصان طروادة للوصول إلى مآربها.
كما أن اظهار المجتمع السعودي، من خلال تسليط الضوء عليه من زوايا تلامس اهتمامات الغرب وأنظمته، بإبراز مشاكل التطرف، وكذلك قضايا حقوق المرأة، بلسان سعودي ومن العائلة المالكة، سيعزز بالدليل على مكانة الإمارات كبديل عن المملكة العربية السعودية، بأن تكون على رأس الدول الخليجية، مدعومة بقبول واسع لدى صقور الإدارة الأمريكية، التي تعتبرها الأكثر التصاقا بالسياسة الأمريكية في المنطقة.
يضاف إلى العوامل التي قد تجعل الإمارات خياراً لقناة العرب، وجود مدينة دبي للاعلام، كأكبر حاضنة محترفة للصحافة في المنطقة، كما تعتبر العصب الرئيسي لإنتاج المحتوى الإعلامي، وتنطق من خلال مدينة الاعلام بث قنوات عدة على غرار "قناة العربية "و"سكاي نيوز" ومجموعة "ام بي سي"، وهو ما يزيد من فرص انتقال القناة.
لكن في الوقت ذاته، فإن الخيار الإماراتي على الرغم من أنه قد يكون الأفضل، خصوصا إن علمنا أنه كان أحد الخيارات المطروحة لافتتاح القناة فيها، يحتاج إلى قرار سياسي قبل أن يكون الحصول على ترخيص من هذه الجهة أو تلك، فهل الإمارات قادرة على الوقوف في وجه السعودية "إعلامياً" وإلى جانب الوليد ؟