قال المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، إن كل المراسم التي تجلت في جنازة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز لم تكبح جماح الخلافات الظاهرة في أوساط العائلة المالكة حول الوراثة.
وأضاف الكاتب، في مقال بصحيفة "هارتس" الإسرائيلية، إن الملك سلمان لم ينتظر إلى أن تبرد جثة أخيه المتوفى، وسارع بالإعلان عن تعيين محمد بن نايف كولي للعهد لولي العهد.
وتابع الكاتب: سيفقد الأمير مقرن اللقب إذا نجحت مخططات سلمان في إقناع مجلس الأمناء استبداله بمحمد المحسوب على الجناح السُديري في العائلة وهو خصم للجناح الذي ينتمي إليه الملك عبد الله المتوفى.
وأوضح الكاتب أن الأمير محمد -مقارنة مع مقرن- له علاقات جيدة في جميع أرجاء المملكة، وخصوصا مع القبائل الكبيرة. وهو مقرب أيضا من الإدارة الأمريكية، ويعتبر مقاتلا عنيدا ضد الإرهاب، ومن ناحية أخرى يعتبر محافظا في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان.
ورأى الكاتب أن معركة الوراثة تحمل في ثناياها تهديدا جديا لمكانة المملكة في الشرق الاوسط، وتأثير جدي أيضا على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
واعتبر الكاتب، أن هذا هو السبب الرئيس لزيارة السيسي للمملكة، الذي يعكس أن وضع مصر يتعلق من الناحية الاقتصادية بشكل مطلق بالدعم السعودي. فالملك عبد الله منح مصر في السنة الأخيرة مليارات الدولارات، وتمكن قبل موته من صياغة المصالحة بين مصر وقطر.
وأضاف: "على السيسي أن يتأكد الآن من أن التدفق المالي السعودي لن يتوقف في أعقاب موت الملك، وما زال في ذهن السيسي في زيارته للسعودية الطوابير الطويلة من المواطنين المصريين الذين يعانون من نقص الغاز المنزلي وكذلك الأمر بالنسبة للديون التي تثقل على الخزينة المصرية. إضافة إلى العمليات التخريبية في شوارع القاهرة وفي السكك الحديدية في سيناء".
وقال الكاتب: ليس للسيسي الآن أي ضمانة أن لا يقع النظام السعودي الجديد في أزمة قد تمس إمكانية تواصل الدعم السعودي لمصر.
وختم مقاله بالقول: هذا ليس القلق الوحيد الذي يثيره تبدل الحكم في السعودية، إن السيسي الذي يطمح إلى إعادة مصر إلى مكانتها كزعيمة في الشرق الاوسط، لا يعرف ما إذا كان الملك الجديد سيقوم بتنسيق سياسته مع مصر كما تصرف سلفه، أم أنه سيُلقن السيسي درسًا في الزعامة.