قالت جريدة الجارديان البريطانية أن تولي الملك «سلمان» للسلطة خلفاً للملك الراحل قد أديرت بسلاسة علي عكس ما يقال، بسبب خشية أعضاء الأسرة الحاكمة من أي صراعات علنية يمكن أن تؤدي لانهيار حكم أسرة أل سعود في هذا التوقيت الذي تواجه فيه المملكة تحديات داخلية وخارجية.
و قال الكاتب «جين كينينمونت»،أن التغيير في المملكة «أمر لا مفر منه بعد موت الملك عبد الله»، ولكن السؤال هو:«كيف ستتعامل الأسرة الحاكمة مع هذه الفترة الانتقالية من الحكم؟».
وسرد الكاتب بعض المؤثرات التي ستؤثر في مستقبل المملكة من وجهة نظره، علي النحو التالي:
خلافة الملك أديرت بسلاسة
قال الكاتب أن الملك «عبد الله» وأسرته كانوا يتجهزون لهذه اللحظة منذ سنوات، وهناك مصلحة جماعية للعديد من الأمراء في تجنب أي انقسامات مفتوحة، من شأنها تهديد حكم الأسرة، ولهذا فمجلس الأسرة الحاكمة وافق على تولية «سلمان» كملك، و«مقرن» وليا للعهد و«محمد بن نايف»، وزير الداخلية وليا لولي العهد.
وأشار لأن «القرار الأخير فقط هو الذي يشكل أخبارا جديدة»، فأي ملك سعودي بحاجة إلى أن يأخذ في حسبانه وجهات النظر المختلفة داخل الأسرة الحاكمة وأن يوازن الأمور الاجتماعية الداخلية، بما في ذلك رجال الدين المحافظين.
وعمليا، سن «سلمان» والتقارير التي تشير إلى صحته توحي بأنه سوف يعتمد بصورة كبيرة على «مقرن» في إدارة شئون الحكم، و«مقرن» في المقابل سوف يكون بحاجة لاستشارة شخصيات بارزة أخرى من آل سعود، وتقاسم السلطة بين هذه النخبة سوف يعمل ضد أي تحولات كبيرة في السياسات العامة.
تدهور العلاقات مع الغرب أمر مستبعد
قال «جين كينينمونت» أنه ينظر إلى الأمير «محمد بن نايف على أنه «إصلاحي» وذلك بسبب دعمه لبرنامج مواجهة التطرف الذي يستخدم رجال الدين والاقتصاد ودعم الأسرة من أجل إدماج الجهاديين في المجتمع.
وأنه على الرغم من عدد من الخلافات المتكررة مع الولايات المتحدة فإنه لا يوجد لدى المؤسسة السعودية أي بديل عن الولايات المتحدة كداعم أساسي لأمنها في المستقبل المنظور.
العلاقات مع اليمن والعراق وإيران أساسية
وتطرق الكاتب إلى أن الأمير «محمد بن نايف» كان على وشك التعرض للاغتيال من قبل أحد عناصر القاعدة عام 2009 ولهذا فهو على علم تام بمخاطر التشدد الجهادي، كما أنه دعم التعاون الأمني مع العراق حتى عندما كانت تحت سلطة حكومة «المالكي» – وهو مؤشر إيجابي على آفاق مواجهة «داعش».
والسعودية وإيران مختلفتان تقريبا في معظم الصراعات التي تعصف بالمنطقة، ففي السعودية هناك جدل داخلي حول ما إذا كان استمرار التوتر أمر لا مفر منه أو ما إذا كان هناك مجال لمتابعة التقارب بين جميع الأطراف.
وقال أن «رد فعل السعودية على صعود الحوثيين في اليمن سوف يكون مؤشرا رئيسا لمراقبة ذلك لأنهم يرون أن الجماعة تمثل حليفا مقربا لإيران. لن يكون في وسع الحوثيين حكم اليمن لوحدهم والمساعدات السعودية كانت عاملا دائما في السياسيات اليمنية ولهذا فإن الدبلوماسية السعودية ربما تشارك بهدوء في الوصول إلى بعض الحلول الوسط حيال تقاسم السلطة».