أفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية يوم الأحد أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيمثل أمام البرلمان بسبب خلاف بشأن نزهة قام بها مع نظيره الأمريكي جون كيري خلال جولة المفاوضات المكثفة بشأن الملف النووي الإيراني في جنيف بسويسرا.
وقام ظريف الذي يرأس وفد بلاده إلى المفاوضات مع مجموعة الخمسة زائد واحد -التي تضم الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين - بنزهة على الأقدام مع كيري على أرصفة جنيف دامت 15 دقيقة خلال المحادثات في 14 يناير كانون الثاني.
وتسببت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام للدبلوماسيين اللذين تقف دولتاهما على طرفي نقيض في السياسة وهما يسيران جنبا إلى جنب على أرض غريبة بإثارة انتقادات من بعض الإيرانيين الذين ينتابهم قلق عميق من التقارب مع ما يسمونه "الشيطان الأكبر.
وورد في طلب الاستجواب الذي نشرته وكالة فارس "نظرا لمطالب الشيطان الأكبر و(أعماله) التخريبية التي لا تنتهي على امتداد مسار المفاوضات النووية لا يوجد أي أرضية يمكن تخيلها لنشوء حميمية بين وزير خارجية إيران وأمريكا".
كما توجه طلب الاستجواب إلى ظريف بالقول "إن نزهتك الاستعراضية (مع كيري) على أرصفة جنيف كانت قطعا خارجة عن الأعراف الدبلوماسية فلماذا لا توقف مثل هذه السلوك؟"
وهذا الجدال بشأن النزهة الدبلوماسية هو الأخير لسلسلة من اللقاءات التي جرت منذ تولى ظريف الملف النووي عام 2013.ففي فبراير شباط عام 2014 أثار ظريف لغطا جراء تصريحاته العلنية التي تشجب المحارق اليهودية فاستدعي على الأثر إلى البرلمان.
ودعم الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي التواصل المباشر مع الولايات المتحدة في إطار المحادثات النووية مما فتح الباب على مصراعيه للجدل الداخلي.
وسعى ظريف في خلال حديث مع الصحفيين في طهران في الأسبوع الماضي إلى تبرير نزهته المنعزلة مع كيري بالقول "تبادلنا حديثا جادا ورصينا وربما كان هناك ضرورة للتوقف بضع دقائق واستئناف الحديث بشكل آخر، معتبراً هذا الأمر بأنه طبيعي للغاية في عالم الدبلوماسية خصوصا أن الفندق (حيث كنا نقيم) لا حديقة له أو فناء كما كانت المداخل المحيطة مكتظة بالصحفيين الفضوليين".