أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

بهلوانات وقتلة في عزاء

الكـاتب : وائل قنديل
تاريخ الخبر: 13-01-2015

انقشع غبار عاصفة الدموع الاصطناعية في معظمها على "شارلي إيبدو"، وبقيت أسئلة جوهرية:
هل هناك فرق كبير بين كلام عبدالفتاح السيسي عن 1,6 مليار إنسان، يعتنقون فكراً يدفع الأمة الإسلامية كلها، لتكون مصدراً للخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها، وبين كلام نتنياهو عن أن عدو العالم المشترك هو الإسلام المتطرف؟
هل يقل الذين تصدّروا مسيرة باريس للدفاع عن حرية التعبير والحق في الحياة إرهاباً عن الذين نفّذوا الاعتداء على المجلة الفرنسية؟
هل يمكن تصديق أن فيلق القتلة وسفاكي الدماء أو وكلاءهم، صاروا فجأة إنسانيين ومتحضرين ومرهفي الحس، بينما دماء ضحاياهم لم تجف بعد؟
السؤال الأهم: كيف لأصحاب السجل الحافل بالجرائم ضد الإنسانية أن يقودوا تظاهرات ترفع شعارات إنسانية؟
الحاصل أن مشهد الحشد في مسيرة باريس، أول من أمس، لا يختلف كثيراً عن التدافع لحجز الأماكن في الحشد الدولي ضد "داعش"، تحت لافتة الحرب على الإرهاب، تلك اللافتة التي اختبأ تحتها من هم أجدر بالمحاكمة على جرائم أكثر فظاعة من جريمة الاعتداء على "شارلي إيبدو"، إذ رأينا في المسيرة سفاحين، لا يتطلب إثبات جرائمهم جهداً كبيراً، إن توفر للعالم قليل من العدل والنزاهة واستقامة الضمير.
ذهب أصحاب المقتلة للاستثمار في جنازة "شارلي إيبدو"، فبدا معظمهم كمجموعة من الممثلين على خشبة مسرح، تحولت عليها التراجيديا إلى كوميديا فاقعة من كثرة الادعاء والأداء التمثيلي المبالغ فيه إلى درجة الابتذال، فلم نعد نستطيع التمييز بين الثكلى والمستأجرة من النائحات القادمات من عمق الفاشية والإرهاب. وفي مناخ مفعم بالزيف والتدليس كالذي رأيناه، من الطبيعي أن تزداد مساحة دور مجرم الحرب الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ليبرز كبطل أول للعرض الباريسي.
الكل في هذه المسيرة تقمّص شخصية التاجر كوهين الذي لم يترك جنازة ولده تمر من دون استثمارها في ترويج ورشته المتخصصة في إصلاح الساعات، حتى فرنسا نفسها التي من المفترض أنها صاحبة المأتم، قررت الاستثمار فيه. وعقب الجريمة مباشرة، احتفت صحف سلطة الانقلاب المصرية بمقال للمحلل الاقتصادي الفرنسي، رولاند لومباردي، قالت إنه نشر في صحيفة "أتلانتيكو"، يقول فيه "إن فرنسا في الخط الأول للجبهة المناهضة للإرهاب والتطرف الموجود في كل من العراق والساحل الأفريقي، وعلى أراضيها، أيضًا، ولهذه الأسباب لم تخطئ فرنسا من خلال التعاون مع الرئيس المصري".
وعلى الفور، ردت جوقة المكارثية والفاشية التحية، فوجدنا كثيرين يبدلون ملابسهم، ويذهبون إلى المولد في ثياب فرانكفونية مستعارة، تناسب طقس النواح الأجير والتطوعي، ليصيحوا "أنا شارلي"، على الرغم من أنه ليس شرطاً أن تصبح "شارلي"، حتى تثبت أنك ضد الإرهاب، خصوصاً إذا علمت أن "شارلي إيبدو" نفسها لم تكن، كمجلة، حريصة على حرية التعبير على طول الخط. ويكفي أن تعلم أن المجلة، التي تحولت إلى حائط مبكى لحرية الإبداع، هي ذاتها التي طردت رساماً فرنسياً في الثمانين من عمره، لأنه سخر من تحول ابن الرئيس ساركوزي إلى الديانة اليهودية، للزواج من فتاة يهودية عام 2008، معتبرا ذلك نوعاً من البحث عن الثراء عبر الدين.
الفنان العجوز، موريس سيني، طردته المجلة التي من المفترض أنها مع الحريات حد الانفلات، وأحيل إلى المحاكمة فيما بعد، بتهمة معاداة السامية، وازدراء الديانة اليهودية.
وأكرر، هنا، ما قلته عقب اغتيال دبلوماسي أميركي في بنغازي، ردا على الفيلم المسيء للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، عام 2012 "ليس لازما أن نتحول إلى قتلة وسفاكي دماء، لكي نثبت للعالم أننا نحب سيد الخلق عليه الصلاة والسلام".
وبالمعيار ذاته: ليس ضرورياً أن نتحول إلى بهلوانات في جنازة شارلي، كي نثبت للعالم أننا ضد الإرهاب.