رصدت مصادر خليجية محاولات أمريكية مستمرة لفتح قنوات اتصال مع بعض القوى والجمعيات والشخصيات، بهدف استغلالها في إثارة الرأي العام في دول المنطقة، وتأليبه على الأنظمة الحاكمة. وأظهرت تلك المحاولات أن واشنطن لم تتورع عن انتهاك القوانين والأعراف الدبلوماسية في تلك الاتصالات، وهو ما يتعارض مع اتفاقية فيينا الخاصة بتنظيم أعمال البعثات الدبلوماسية الأجنبية. ومن بين أبرز الحالات التي تم ضبطها، حالة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفق المعلومات التي نشرتها وكالة "إرم" ونسبتها إلى مصادر مطلعة، فإن موظفاً في القنصلية الأمريكية في دبي اعتُبر شخصاً غير مرغوب فيه Persona Non Grata بعد رصد كثير من الاتصالات المشبوهة له والتي تتنافى مع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية وتتعارض مع مهامه المكلف بها في القنصلية.
ومع أنه لم تُحدد طبيعة الاتصالات التي أجرها الدبلوماسي الأمريكي، فإن التجارب المماثلة التي تم رصدها في دول خليجية أو عربية أخرى تشير إلى أن الشخصيات الدبلوماسية الامريكية تقوم ببعض الاتصالات والزيارات غير المصرح بها مع بعض الجمعيات والمنظمات والشخصيات، لتثير مناقشات أو تمرر رسائل وأفكار أو الحصول على معلومات بهدف استغلالها في تشويه المواقف السياسية للدول وابتزازها والتأثير على توجهاتها وقراراتها.
كما تلجأ القنوات الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة إلى توجيه دعوات مدفوعة التكاليف لبعض الاشخاص المؤثرين الذين يملكون حضوراً أو دوراً مدنياً في أوطانهم للقيام بزيارات للولايات المتحدة أو المشاركة في بعض المؤتمرات والندوات التي يتم من خلالها تسليط الضوء على بعض السلبيات التي من شأنها تأجيج المشاعر وإثارة النقمة والفتن أو توفير فرص للابتزاز السياسي.
وحسب ما أظهرته الحالات المرصودة من الانتهاكات الدبلوماسية الامريكية، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين لا يستثنون أحداً من اتصالاتهم، فهناك اتصالات مع قوى ومجموعات وشخصيات تُصنف على أنها معادية للسياسة الأمريكية، ويتم الاتصال معها بذريعة الحوار وخلق أرضية تفاهم حول بعض القضايا الخلافية، لكن سرعان ما يصبح هذا التفاهم وسيلة لنشر أفكار والتاثير في مواقف وتوجيهها بما يخدم المصالح الأمريكية ومشاريع واشنطن في المنطقة.