أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

جماهير الدرجة الثالثة!

الكـاتب : حسين شبكشي
تاريخ الخبر: 24-12-2014

في مدرجات الدرجة الثالثة بملاعب كرة القدم تكمن نماذج واضحة للمذاق «الشعبوي»؛ هتافات نابية وجارحة في حالة عدم الرضا، وآهات وصيحات الرضا في حالة الإعجاب بالأداء. وقد يحدث التفاعل المفعم بالعاطفة الجياشة لاهتمام هؤلاء المتفرجين بأداء أحد اللاعبين الاستعراضي وهو «يرقص» ويناور المدافعين فينتزع التصفيق والتهليل حتى إذا لم يسجل هدفا، أي قمة الاهتمام بالرد الجماهيري فقط دون الاعتبار لتحقيق الهدف المرجو.
هذا هو الحاصل اليوم في عوالم الإعلام الجديد؛ هو قمة التركيز على عدد المتابعين وعدد الزوار وعدد المسجلين للإعجاب، وغير ذلك من أدوات وعلامات القياس الجماهيري، والتي باتت المعيار «الأهم» لقياس التأثير والنجاح والفعالية. هذا النوع من سياسة «القطيع الجماهيري» انتقل، كما هو واضح، إلى صناع القرارات السياسية، فدخل في مجال التواصل الاجتماعي عدد غير قليل من الساسة والوزراء في العالم العربي، وتحولت هذه الحالة مع مرور الوقت إلى عامل «مؤثر» على القرار السياسي نفسه، فأصبح الهدف هو نيل الإعجاب والاستحسان والهتافات والآهات لكل قرار أو تصريح أو حراك بدلا من أن تكون عناصر التواصل الاجتماعي مجرد أداة للتواصل فقط واستشعار ردود الفعل وقياس الرأي العام.
خطورة هذا الأمر أن القرارات المهمة والمطلوبة والمؤلمة في الكثير من الأحيان تتأجل إذا لم تُلغَ لأجل قرارات آنية تجلب صيحات الإعجاب السريعة والتصفيق الفوري، ولكن الصورة الكبيرة والأهم تبقى دون تأثير وتغيير حقيقي.
القرارات الاقتصادية لا يمكن أن تبنى فقط على عنصر العقاب لطرف واحد فقط، فهذه مسألة غير قابلة للاستمرار. والمعنى المقصود هناك هو أهمية أن يكون الانفتاح على منظومة اقتصادات العرض أهم من التضييق المستمر على العاملين فيه.
كل القوانين والأنظمة والتشريعات التي تحث على تيسير بيئة الأعمال وتحويلها إلى بيئة حاضنة وجاذبة للاستثمار هي المعيار الوحيد والحقيقي لنجاح الهيئات والجهات المشرعة للاقتصاد والأعمال، ولكن نسمع عن فرحة البعض وتهليلهم بالتشهير ببقالة وجدت فيها 50 علبة تونة منتهية الصلاحية، أو التشهير بوكيل سيارات لأنه لم يوضح علاقته مع مصدر قطع الغيار، أو التشهير بشركة تمثل مصنعا للأجهزة الإلكترونية دون أن يكون ذلك مسجلا فعلا، بينما يتم التغاضي عن أرقام المؤسسات والشركات المعطلة عن «إشهار» سجلاتها والتصريح بنشاطاتها وتسجيلها وغير ذلك من المعوقات، ولا يتم الإعلان عن رؤوس الأموال والشركات التي أغلقت وخرجت من السوق لصالح دول أخرى وأسواق أخرى حارمة السوق المحلي من رؤوس أموال أتت للاستثمار فيها وتوظيف أعداد مهمة من الشباب فيها.
سياسة الجماهير الغفيرة هي التي فرضت الاهتمام بالتصريحات وكبسولات الأقوال فيحصل التفاعل «الفوري» بحسب نوع التصريح، ولقد عرفت السوق السعودية ذلك مؤخرا من خلال تصريحي وزيري البترول والمالية، فكان التفاعل الفوري في سوق الأسهم، وهذا النوع من الدراما تكون السوق في غنى عنه تماما إذا تم تعيين متحدث رسمي لكل وزارة يفيد الناس بما يحصل ولا يبقى الغموض ومحاولات التفسير العشوائية التي تضر ولا تفيد. لقد عرف الناس فوائد هذه الشفافية منذ سنوات عندما أقدمت وزارة الداخلية السعودية بتعيين متحدث رسمي برتبة لواء للتحدث مع القطاع الإعلامي والتواصل المستمر لشرح كل صغيرة وكبيرة تحدث في القطاع والصعيد الأمني، وبذلك تم وضع حد كبير جدا للإشاعات والأقاويل والتخمينات، وهذا بحد ذاته عاد بفائدة عظيمة للغاية.
مدرجات الدرجة الثالثة يجب ألا تتحكم في القرار السياسي أبدا لأننا حتما سنفرح باللعبة الحلوة وننسى أهمية النتيجة النهائية ونكون أشبه بمن فرح بنجاح العملية الجراحية على الرغم من أن المريض نفسه قد مات!