اعتبرت وكالة فارس الإيرانية المملكة العربية السعودية "خائنة" بحق إيران والشعوب العربية، لأنها "تجسد مساعي آل سعود الحثيثة لمواجهة ازدياد قوة إيران ونفوذها المتنامي في المنطقة والعالم"، على حد تعبيرها.
وقالت وكالة فارس، في تقرير شديد اللهجة، إن هذه الخيانة لن تبقى خافية عن أعين المسؤولين الإيرانيين، وأن العالم الإسلامي "سينظر بغضب الى هذا التوجه، لأن الجميع شهد التغيير في السياسة الخارجية لإيران للتقارب مع السعودية والحد من التوتر بين الجانبين، ورصدوا في المقابل جيدا سياسات السعودية خلال العام الماضي ضد إيران وشعوب المنطقة، بما فيها لبنان وسوريا واليمن والبحرين ومصر".
وتحدث تقرير فارس عن الخطوات التي اتخذتها إيران للتقارب مع السعودية، و"الخطاب الودي" الذي أعلنه الرئيس حسن روحاني في مؤتمره الصحفي الأول، الذي اعتبر فيه أن إيران ليست جارة وشقيقة مع السعودية وحسب، بل إن قبلة المسلمين تقع هناك، معلنا أن إيران لها "علاقات وثيقة جدا من الناحية الثقافية والتاريخية والإقليمية، وأن مئات الآلاف من مواطنينا يتوجهون الى بيت الله الحرام سنويا، وأن عددا كبيرا أيضا من رعايا السعودية يزورون إيران"، معتبرا أن الأرضية متوفرة ومهيَّأة للتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي بين البلدين.
وقالت "فارس" إن هذه التصريحات أدت لـ"كسر الجليد بين البلدين"، إذ أبدى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل "رغبته وبلاده لتحسين العلاقات مع إيران، وتحدث عن إرسال دعوة إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض، حيث وصفتها بعض وسائل الاعلام بأنها زلزال سياسي؛ نظرا لماضي العلاقات المتّسمة بالخصام بين ايران والسعودية". ونقل التقرير تصريحات الفيصل بأن "إيران بلد جار، ولدينا علاقات وحوار معه على أمل تسوية الخلافات بطريقة ترضي الطرفين"، متأملا أن تكون إيران جزءًا من مشروع يوفر الأمن والازدهار للمنطقة، على حد قول الفيصل.
وقالت "فارس" إن المفاوضات النووية هي التي قلبت الأوضاع و"عقدتها" بالنسبة للسعوديين، إذ أعلنت أنه "سلب النوم من جفون المنطقة".
واعتبرت الوكالة أن السعودية شعرت بخطر أكبر من احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي و"اعتراف أمريكا والعالم رسميا بقوة إيران النووية"، ما دفعها لـ"تكثيف نشاطاتها المعادية لإيران، ومن أهمها البدء بحرب نفطية من خلال زيادة إنتاج النفط بهدف خفض الأسعار، وبالتالي التسبب بخسارة إيران أكثر من ثمانية مليارات دولار في العام القادم"، والتسبب بضربات للاقتصاد الروسي والإيراني، فضلا عن أنه سيترك أثرا سلبيا على العديد من الدول النفطية، بما فيها العراق والكويت وفنزويلا، دافعة السياسيين الإيرانيين الذين كانوا يرون العلاقات مع السعودية أولوية في سياستهم الخارجية إلى عدّ ذلك "خيانة للمنطقة والعالم الإسلامي، وأنها لن تخفى عن أعين شعوب المنطقة".
وأضاف تقرير "فارس" أنه "يبدو أننا كلما اقتربنا أكثر الى الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، تزداد التحركات السعودية المنفعلة الغاضبة التي تعد نوعا ما انتحارا سياسي في العالم الإسلامي"، مؤكدة أن "آل سعود سيضطرون إلى تقبل إيران النووية تبعا لأمريكا، لكن إلى ذلك الحين فإن هذه التحديات والصراعات تزداد عمقا وسعة يوما بعد يوم".