أحدث الأخبار
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد

المعرفة هي القوة.. كيف؟

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 21-12-2014

في مستهل هذا الشهر، نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم «مؤتمر المعرفة الأول» تحت شعار «تمكين أجيال الغد». وأهم ميزة لهذا المؤتمر تنوع المحاضرين من حيث تجاربهم وأفكارهم، ولن أبالغ إن ذكرت أنني أثناء حضوري فعاليات المؤتمر، أدركت لأول مرة معاني كانت غائبة عني في مرامي المعرفة ومغازيها، ففي أول يوم لدراستي في مرحلة الدكتوراه في لوس أنجلوس لفت انتباهي شعار كلية التربية لديهم «knowledge is the power» أي المعرفة هي القوة. فما هي المعرفة في حقيقتها؟ أعجبني تعريف البرفسور «بيتر جبلن» الذي لم يحصر المعرفة في المعلومات وجمعها فقط، بل أضاف إلى ذلك إصدار الحكم عليها والأهم من ذلك ماذا نفعل بها، فالمعرفة لديه تتلخص في المعلومة الصحيحة واستثمارها في حياتنا الخاصة والعامة. فالمعلومات أضحت مشاعة بين الناس واختلط فيها الغث بالسمين، لذلك ندرك أهمية غربلة المعارف وفق منظومة التفكير الناقد، كي نتمكن من تحليلها والوقوف على ما وراء الكلمات والمرادفات، بل الأهم من ذلك أن ندرك حقيقة المعرفة بدلاً من البلاء، الذي ابتليت به الأمة عندما اكتفت بالمعارف السطحية، مبتعدين عن التخصص واحترام رجالاته.

لن نجتهد في البحث عن إخفاقات المعرفة العربية في وقتنا الراهن، فواقع الأمة خير شاهد على ذلك، لكننا نبحث عن أصل هذه الإشكالية لنلخصها في أن مشكلة الوطن العربي تتلخص في فشل تأمين البيئة الحاضنة للمعرفة، لذلك نجد أن أصحاب المعارف التي تحتاجها الأمة، إما أنهم قد هاجروا إلى أمّم تقدر معرفتهم، في ظاهرة ما يعرف بهجرة العقول العربية، أو أنهم قد هجرتهم أمتهم بإعلاء شأن الجهلة وتهميش العارفين، تأمل حولك لتجد الكثير من العقول المتميزة واسأل عقلك متى سيتم استثمار مثل هذا العقل، كي نضيف للأمة معارف تُعلي من شأنها في عقد اقتصاديات المعرفة. وقد صدق معالي الفريق ضاحي خلفان عندما قال في المؤتمر إن صاحب المعرفة في الوطن العربي، إما أن يُقتل كما فُعل بعلماء العراق أو يُهمش.

نحن بحاجة إلى المعرفة الحقيقية، وهي ما تولده عقول العلماء في شتى المجالات العلمية والإنسانية، بدلاً من المعارف السطحية التي يمثل فيها العقل خزانة لموروث من المعارف أنتجها غيرنا، وربما لحقبة من الزمن لا تناسب وقتنا.

سؤال يتبادر لذهن كل من حضر المؤتمر، وربما لعقل من يقرأ هذا المقال: لماذا نحن كذلك؟ ستجد أن للمعرفة عقبات لابد من تجاوزها لعل منها التعليم التقليدي، وهو الذي حصر المعرفة في الذاكرة قصيرة المدى حيث ينسى المتعلم ما عرفه لحظة كتابته ورقة الامتحانات الختامية. كما أنني أزعم أن التعليم بلغة ثانية، أي اللغة الأجنبية، لخص العملية في تعلم مصطلحات دون حقيقة المعرفة أو ما أسميه تسطيح المعرفة، فتجد أن المتعلم يحفظ جمل وقواعد وقوانين لا يعي كنهها. ومن العوامل كذلك أن مجتمعاتنا العربية تعاني من أزمة تزكية وتسويق من لا يعرف، وتجاهل أهل المعرفة الحقيقية.

لو بحثت في المجتمعات الغربية عن الثراء، ستجد أن أغنى أهل الأرض لديهم هم من اكتشف المعارف المعاصرة واستثمارها. وللخروج من نفق الجهل إلى نور المعرفة نحن بحاجة للإجابة عن سؤال كيف نبدع معارفنا، ونستثمرها، والإجابة تتلخص في مقولة مشهورة لدينا هي «العلم قبل العمل»، وأحد أسرار تخلفنا هجران هذه القاعدة.

لا بد أن نولد معارفنا الخاصة بِنَا بدلاً من استنساخ معارف غيرنا، فمن يتأمل التسابق الحضاري يجد أنه مرتبط برهان توليد المعارف الذاتية التي تكمل مسيرة المعرفة العالمية، لكنها لا تجمد عندها بل تبدع غيرها.